خالد شمت-كولونيا / استأثرت الدراجات الحديثة ذات المحركات الكهربائية المساعدة والنماذج القابلة للطي باهتمام زوار معرض كولونيا الدولي للدراجات الهوائية (إفما) في ألمانيا الذي شاركت فيه 500 شركة عالمية تنافست على زيادة منتجاتها للمستهلكين. ويعد معرض كولونيا الملتقى الرائد والأكبر عالميا لتجار جميع أنواع الدراجات الهوائية ومستلزماتها ويقام مرة كل عامين، ومن المقرر أن تكون دورته لهذا العام هي الأخيرة بعد قرار مجلس إدارته إدماجه مع معرض الدراجات النارية وإقامتهما في معرض واحد بدءا من العام 2010. ورأت نائبة رئيس اتحاد تجار الدراجات الهوائية الألمان إيريكا جروبر أن معرض الدراجات أقيم في وسط اهتمام شعبي متزايد في الدول الأوروبية خاصة في ألمانيا باقتناء واستخدام الدراجات في الحياة اليومية نتيجة للارتفاع العالمي في أسعار وقود السيارات وتزايد الوعي البيئي. وتوقعت في حديثها للجزيرة نت أن تسهم هذه الأوضاع في زيادة معدل مبيعات الدراجات الهوائية في العام الجاري بنسبة تصل إلى 8% مقارنة بنفس المعدل في العام الماضي. الدراجة العقرب وتنوعت معروضات "إفما 2008" بين دراجات صعود الجبال والحركة في الغابات بإطاراتها الغليظة، ودراجات السباقات ذات الإطارات الرفيعة والأنواع الرياضية والقابلة للطي وذات المقعدين والمخصصة للأطفال والنساء أو للتنقل بالمدن، إضافة إلى الدراجات الخاصة بكبار السن وأصحاب الإعاقات والأمراض البدنية. ومثلت الدراجات التي يستلقي سائقها خلال القيادة والقابلة للطي الظاهرة الملفتة في معرض كولونيا، وتميزت هذه الدراجات بجمعها بين أناقة الشكل الخارجي وخفة الوزن وسهولة الاستخدام والصيانة واحتوائها على أنطمة إلكترونية متطورة لا تجعل الإرهاق أو العرق يعرف لجسد قائدها سبيلا. ومن هذا النوع عرضت شركة ألمانية الدراجة "عقرب أف أس" التي تحمل هذا الاسم بسبب شكلها المشابه للعقرب بعجلتين في الأمام وواحدة في الخلف. وتناسب هذه الدراجة الأشخاص الذين تبدأ أعمارهم من 40 عاما أو الذين يعانون من مشكلات في الظهر أو الركبة، وتتحرك بواسطة محرك كهربائي مساعد يعمل على تقليل الجهد المبذول من السائق لتشغيل البدال أثناء السير. ويحتاج المحرك الكهربائي المساعد للدراجة التي تزن 11 كلغ إلى قدر ضئيل جدا من الكهرباء، يتم شحنه بواسطة بطارية شحن ويبقى محتفظا بالكهرباء لمدة أربع ساعات ويستطيع تشغيل الدراجة بالكهرباء المخزونة لمسافة 90 كلم قبل إعادة شحنه مجددا. وتحتوي "عقرب أف أس" التي ستطرح في الأسواق عام 2009 على نظام مرونة أسفل مقعد السائق يماثل الموجود في السيارات، مما يمكنها من التحرك بانسيابية في فوق الجبال وفي الغابات، ويمكن طي هذه الدراجة في دقيقة واحدة فقط ووضعها في الحقبة الخلفية لسيارة صغيرة. خفة وانسيابية وعرضت إحدى الشركات العالمية الدراجة الرياضية القابلة للطي "شبريت" التي تزن 9 كلغ ولها شكل انسيابي وتعمل بمحرك كهربائي ومدمج بها نظام إلكتروني يؤهلها لخوض المسافات الطويلة. وقدم عارضون آخرون أنواعا من الدراجات القابلة للطي تميزت باحتوائها على جهاز لتغيير السرعة في السكون وأثناء الحركة. وقال جونار فيهلاو من إحدى شركات صناعة الدراجات الألمانية إن الدراجات القابلة للطي أصبحت ذات جاذبية كبيرة للشباب بعد أن كان الاهتمام بها قاصرا على العجائز والمرضى. وأشار إلى أن هذه الدراجات تصل نسبتها إلى 2% من إجمالي الدراجات المعروضة في السوق الألماني وتنتشر في المدن الكبرى خاصة بين الأشخاص المواضبين على الرياضة. ولفتت الشركات الآسيوية الأنظار في المعرض الذي اختتم أمس الاثنين بتقديم مجموعة حديثة من الدراجات التقليدية، إضافة إلى عدد آخر من النماذج التي تعمل بالكامل بواسطة محرك كهربائي وليس بها بدالات. كما دفع تحول المسنين إلى قاعدة الهرم السكاني في الغرب الشركات الأوروبية والأميركية للاهتمام بهذه الشريحة وعرض مجموعة متنوعة من الدراجات الهوائية لها.