لا تبدو جبهة البوليساريو على أحسن ما يرام ولا يبدو واقعها على أحسن حال في ضل دعوة بعض الأصوات من داخلها إلى تغيير هيكلة الجبهة كما استندت في معارضتها إلى عدم جدوى الوضع التي هي عليه أزيد من ثلاثين سنة ، حيث لم تحرز أي شيء منذ الانشقاق عن المغرب ولم تحصل على أي تقدم يذكر في قضيتها سوى لهيب الحر في الفيافي والجوع والحرمان....حال البوليساريو ليس على ما يرام بعد أن ظهرت تقارير دولية تشير إلى وجود علاقة وطيدة بين عناصر وقيادات من البوليساريو مع تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي إضافة إلى تورطها في عمليات لتهريب البشر والمخدرات ولعل آخرها المواجهة التي وقعت في فبراير الماضي بين عناصر من البوليساريو والجيش المغربي بمنطقة "واد الناموس" لما حاول مهربين الدخول إلى المغرب. قادة البوليساريو لا يتورعون في انتهاك حقوق الإنسان ولعل آخر فصول هذه الانتهاكات ما أكدته السيدة "نبغوها سيد احمد البالغة من العمر 35 سنة والتي التحقت بالمغرب مؤخرا حيت أكدت أن قادة البوليساريو متورطين في عمليات اغتصاب بالقوة ضد فتيات صحراويات كما يتم استغلال فتيات قاصرات في اقامات لقيادات في الجبهة... وضع البوليساريو أيضا لم يكن بأحسن حال مع تراجع الدور الليبي الذي كان ممولا لأطروحتها وتراجع المد الاشتراكي الذي كان في أوجه بداية السبعينات وكان مساندا لقضيتها في ذلك الإبان ، هذا التراجع أدى بمجموعة من الدول التي تقف إلى صف البوليساريو إلى سحب أو تجميد اعترافها بهذا الكيان . هذا التغيير لم يكن وليد الصدفة بل أملته عوامل خارجية بفعل تغيير النظام العالمي وانتهاء الحرب الباردة وأفول نجم القطبية الثنائية لصالح المعسكر الغربي الذي كان المغرب لحسن حظه إلى جانبه منذ بداياته البوليساريو في وضع لا تحسد عليه ، فبعدما أحست مجموعة من القيادات أنها أضحت ألعوبة في أيد الجزائر وأنها لا تخدم سوى أجندة هذه الأخيرة تم أجندة مجموعة من الدول الأجنبية ، كما تقوم بخدمة مصالح هذه الدول في المنطقة. قررت هذه القيادات دحض أطروحة البوليساريو وعادت إلى المغرب مؤكدة أفول نجم الجبهة وسقوطها في فخ الانفصام ، حيت لا تمثل كل شرائح المجتمع الصحراوي فهناك تيارات داخلية تنادي وترغب في الدخول إلى المغرب لكنها ممنوعة من ذلك بحكم السيطرة الشديدة التي يضربها الجيش الجزائري على المخيمات ولعل أولها القرار الذي اتخذه أفراد " اكجيجمات " السنة الماضية حينما قرروا الالتحاق بالمغرب جماعة فهو يبين من جهة الرغبة الملحة لكل الصحراويين بمخيمات تندوف الى الدخول إلى المغرب متى تيسر لهم ذلك ومن جهة ثانية يشير إلى ضربة قاضية ألحقت بالبوليساريو نتيجة هذا الدخول الجماعي لهذه القبيلة . حال البوليساريو ازداد تشوها واهتزازا حين نشرت منظمات حقوقية دولية تقارير تشير فيها إلى تورط البوليساريو ومعها أفراد من الجيش الجزائري في عمليات تعذيب وإبادة جماعية في حق مجموعة من الصحراويين وفي حق كل من يحاول الهروب من جحيم المعاناة إلى المغرب ، كما أشارت ذات التقارير إلى عمليات تهجير قسري في حق مجموعة الأطفال إلى دول غربية بهدف فصلهم عن محيطهم إذكاء روح الكراهية في نفوسهم. توتر البوليساريو لم يكن ليتوقف كيف لا وهي أثارت الدنيا ولم تقعدها حينما اعترف الدبلوماسي الهولندي بيتر فان والسوم الذي عين مبعوثا امميا إلى الصحراء أن قرار استقلال الصحراء عن المغرب أمر غير واقعي ، فهذا الاعتراف ليس عبثا فهو صادر من دبلوماسي من مستوى عال خبر دهاليز السياسة كما ليس صدفة أن يقدم هذا الاعتراف لجريدة كانت تحسبها البوليساريو إلى جانبها وهي جريدة الباييس الاسبانية .كما كان لمقترح المغرب بمنح الصحراء حكما داتيا وقع خاص حيت رحبت به مجموعة من الدول الكبرى بل دهب البعض إلى حد اعتباره أرضية مهمة وواقعية في سبيل إيجاد مخرج لأزمة عمرت أزيد من ثلاثين سنة في حين ظلت البوليساريو تجتر الاسطوانة نفسها. وليس غريبا أيضا أن تنشر جريدة" الخبر" الجزائرية خبرا بتاريخ 30/07/2007 مفاده أن لقاءا ثلاثيا جمع الرئيس بوتفليقة وزعيم الجبهة محمد عبد العزيز و المسؤول عن ملف المفاوضات لدى البوليساريو المحفوظ علي بيبا ومما دار في اللقاء أن محمد عبد العزيز لمح من خلال الكلام إلى رغبته في الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب مما أثار حفيظة عبد العزيز بوتفليقة ودهب إلى حد تهديده حيث قال له بالحرف الواحد " نحن من صنعكم ونحن من سيقرر مستقبلكم"مما دفع بالمحفوظ علي بيبا بالدخول على الخط وتهدئة الموقف وتجدر الإشارة إلى أن البوليساريو خرجت إلى الوجود بداية السبعينات يقودها طلبة مغاربة درسوا في مختلف الجامعات المغربية مطالبين باستقلال الصحراء عن المغرب ،هذا الاخير الذي حارب وقاوم وفاوض اسبانيا المحتل السابق للصحراء كما قام بالمسيرة الخضراء لاسترجاع أقاليمه مما دفع اسبانيا إلى توقيع اتفاقية مدريد التي تم بموجبها تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا لكن سرعان ما تخلت هذه الأخيرة عن الجزء الذي منحه إياها المغرب ... وتوالت المعارك والمعارك المضادة بين المغرب والبوليساريو على طول الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر إلى حدود سنة 1991 حيت تدخلت الأممالمتحدة وتم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار يتلوه استفتاء حول تقرير مصير الصحراء وهو الاستفتاء الذي تم الاختلاف حوله بسبب الاختلاف حول من يحق لهم التصويت مما أدى إلى فشل هذا المقترح وإعلان موته إلى أن اتفق الطرفان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات برعاية الأممالمتحدة حيت قطعت المفاوضات الآن أربع جولات لم تتمخض عنها أي نتيجة تذكر اللهم الاتفاق على استمرار التفاوض.