أكدت مصادر صحية أن المرض الذي كان وراء وفاة أربعة أشخاص بمنطقة زكتاوة بنواحي شفشاون هو المرض المعروف باسم «الشاربون» والذي ينتقل عن طريق بكتيريا من الحيوان إلى الانسان. وكانت لجنة مختلطة قد زارت المنطقة مساء يوم الثلاثاء. تتشكل من مندوبية الصحة، مديرية الفلاحة، العمالة والوقاية المدنية، حيث وصلت لخلاصة شبه نهائية بخصوص نوعية المرض. ومرض الشاربون أو "الفحم" مرض قديم، آخر فترة عرفه المغرب كانت أواسط الستينات ولم يعاود الظهور إلا في حالات نادرة، حيث يعتبر من الأمراض الخطيرة، والسريعة جدا، تفاديا لانتشاره. المرض المذكور، حسب مصدر طبي، هو نوع من البكتيريا، ينتقل عبر الدم، يأتي من الحيوانات الأليفة، خاصة الماعز والأغنام، كما ينتقل بعد ذلك بين بني البشر، خاصة عبر لسعات وعظات الذباب أو الناموس، وتظهر أعراضه من خلال نقطة سوداء تظهر باليد أو الظهر، وتتسبب في انتفاخ الجسم وتحلله إلى أن تصل لعضلات القلب، لتقوم بتعطيلها، وبعد ذلك الدماغ أيضا، حيث يدخل المصاب في حالة غيبوبة قبل توقف قلبه نهائيا. أصابع الإتهام اليوم تشار لعنزة، كانت الأسرة المصابة وباقي أعضائها، قد تناولوا لحمها في اليومين السابقين لظهور المرض، حيث يعتقد أنها كانت السبب في انتشار المرض، وهو ما نفاه مصدر مسؤول، حيث أوضح، أن الوباء المعني، هو بكتيريا ينتقل عبر الدم، وأن اللحم الذي يطهى في درجة حرارة مرتفعة لا يمكن أن يتسبب في انتقال المرض، وأضاف مصدر من مديرية الفلاحة، أن القطيع الموجود بالمن طقة المعنية، لا يعاني من المرض المذكور، وهو ما يطرح احتمالات أخرى ستزيد من صعوبة البحث. توسيع دائرة البحث وتتبع المرض، ستزداد أكثر فأكثر، خاصة في ظل تعذر الوصول لمصدره، حيث يعتقد أنه وارد من جهة أومنطقة أخرى، والسبب الرئيس في ذلك تقول بعض المصادر المتخصصة، هي لسعات الباعوض أو الذباب، لكونهما الوحيدين القادرين على نقل كميات الدم المصابة بين الحيوان والإنسان، وبين الإنسان والإنسان، خاصة في ظل عدم العثور على أي حيوان مصاب بالدوار المعني مباشرة، ولا في محيط المصابين، سواء ممن هلكوا أو ممن هم مازالوا يصارعون المرض. يذكر أن منطقة زكتاوة، الواقعة بجماعة بريكشة حوالي 60 كلمترا جنوبشفشاون في اتجاه وزان، كانت قد عرفت نهاية الأسبوع الماضي، انتشار مرض وصف بكونه غامضا، أودى لحد الساعة بحياة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، إذ تظهر أعراضه في ظهور دمامل أي بقع حمراء متعفنة على اليدين، ثم انتفاخ وحمى شديدة مصحوبة بغثيان، قبل أن يدخل المريض في حالة غيبوبة تنتهي بالوفاة، وهي نفس أعراض مرض "الشاربون"، الذي كان قد عرفه المغرب في بداية الستينات. وكان المستشفى الإقليمي بشفشاون، قد استقبل فجر يوم الإثنين الماضي، مجموعة من المصابين بالمرض ذاته، جلهم من عائلة واحدة، بعد وفاة إثنين قبل ذلك، حيث تم في نفس الليلة نقل "ليلى بلحاج" التي كانت حالتها خطيرة، للمستشفى المدني بتطوان، من أجل الفحوصات وإنقاذها، إلا أن الموت استعجلها، فتوفيت في فجر اليوم الموالي، قبل أن يتم فحصها بما يكفي لمعرفة نوعية المرض أو سببه. مع ذلك، طمأن مصدر مسؤول بالمنطقة، السكان والزوار أيضا، مؤكدا أن الأمر لحد الساعة لا يعدو أن يكون حالات معزولة ومحدودة جدا، مما قد لا يكون له الأثر السلبي على المنطقة ككل، كما أن الماشية، حسب مسؤول بمديرية الفلاحة، هي في حالة جيدة، ولا أثر لمرض "الشاربون" عليها نهائيا، خاصة بالمنطقة المذكورة، في انتظار أن يتم التحقق من ذلك عبر لجنة خاصة ستقوم بفحص بذلك القطيع بالمنطقة ككل. مصطفى العباسي الاحدات المغربية