عن الصحافة الالكترونية والورقية إلتقت هداية نت باثنين من أبرز الصحفيّين المغاربييّن على الشّبكة العنكبوتيّة لتطرح عليهما نفس الأسئلة حول الصحافة الإلكترونية و الورقيّة ..أيضا حول رأيهما في موقع هداية نت و المواقع الإخباريّة العربيّة .بدءا كان الحوار مع الصحفيّ المغربيّ عبد الله الدّامون قبل أن نعود في وقت قريب من خلال موقع هداية نت إلى حوار آخر مع الصحفي الليبيّ المشاكس خالد المهير. وعبد الله الدّامون صحفيّ مغربيّ يشتغل مراسلا من المغرب لموقع إيلاف الإلكترونيّ .... ذكيّ و متمرّس في مقالاته الّتي لا أدري لِم أتخيّلها أحايين كثيرة شبيهة بالقصّة القصيرة .. ربّما لأنّ مقالاته هي الأخرى فنّ شديد المراوغة يقول الكثير من خلال القليل.. هداية نت التقته ليدور الحوار التّالي - لم تنجح الثّورات التكنولوجيّة من قبيل الراديو و التلفزيون في هزّ الصحافة المكتوبة ..فهل ترى أنّ الصّحافة المكتوبة اهتزّت بفعل انتشار الصحافة الإلكترونيّة؟ الصّحافة الإلكترونيّة لن تنجح أبدا في هزّ الصحافة المكتوبة لسبب بسيط، وهو أنّه لا يمكننا أن نلفّ ربع كيلو من البطاطس في جريدة إلكترونيّة، أو أن نمسح زجاج السيّارة بصحيفة أنترنيت. كما أنه لا يمكن لأحد أن يشتري جريدة إلكترونيّة في كشك محطّة القطار ليستعملها كمروحة حين تتعطّل أجهزة التّبريد صيفا في القطارات العربيّة. وعموما فالأمّة العربيّة أميّة ولا تقرأ صحف الورق، والأميّ الّذي لا يقرأ الورق لا يمكنه أن يقرأ على الأنترنيت. يبقى فقط أن صحف الأنترنيت ستقتسم نفس القراء مع الصّحف الورقيّة. وربّما ستربح آخرين الّذين لا يحبّون توسيخ أيديهم بالمداد الأسود بسبب الطّباعة الرّديئة لأغلب الصّحف العربيّة، والمقالات الوسخة أيضا لصحافيين مرتشين ولاعقين لأحذية الحاكمين. – كيف ترى حضور الصّحافة العربيّة على شبكة الإنترنت ؟و ماسبب عدم تماثل هذه الأخيرة مع العدد الهائل للمطبوعات الإلكترونيّة عالميا؟ الأنترنيت في العالم العربي مازال مثل الضّيف الثّقيل بالنّسبة للأنظمة العربيّة التي تحاول ترويضه. لكنّ المهزلة أنّ الأغلبيّة السّاحقة من الصحافيّين العرب لا يعرفون التّعامل مع الأنترنيت رغم تبجّحهم بعكس ذلك. لذلك فإنّ الصّحافة الموجودة حاليّا على الشّبكة يجب أن تقاوم لتبقى، ثم تحلم قليلا لتتطوّر. وعموما فإنّها لا تكلّف الكثير إذا كانت محترمة وتؤدّي أجور العاملين بها. أمّا إذا كانت تعتمد على المحسنين وتطوّع محبّي الخير والكتابات المجّانية فهي بالفعل لا تستحقّ لقب "صحافة" ولا حتّى بطّيخ بلدي. – المعاملات و التّجارة أصبحت إلكترونيّة ..أيضا هناك حكومات إلكترونية قادمة.. في ظلّ هذا التطوّر ، إلى أيّ مدى تهدّد الصّحافة الإلكترونيّة مستقبل الصّحافة الورقيّة ؟ لو جاءت حكومات إلكترونيّة فيجب أن تكون هناك أيضا شعوب إلكترونيّة وبرلمانات إلكترونيّة ومظاهرات إلكترونيّة وقوّات قمع بوليسيّة إلكترونيّة أيضا بهراوات إلكترونيّة. هذا لا أعتقد أنّه سيكون يوما. لذلك فإنّ الإنترنيت لن يهدّد الواقع يوما مّا. كلّ ما يفعله أنّه يقرّب الواقع ويسهّل التّواصل ويعتبر منجم معلومات. وفي كلّ الأحوال فإنّ بائعي الخضر والبقدونس سيظلّون يساهمون في ازدهار الصّحافة الورقيّة ما دام متعذّرا عليهم استعمال الصّحافة الإلكترونيّة. – مالتحديّات الّتي تواجه الصّحافة العربيّة على النّت؟ -الاحتراف هو التحدّي الّذي يجب على الصّحافة الإلكترونيّة أن تركبه. صحيح أنّ انقطاع الكهرباء يُعدّ مشكلة لكنّه ليس معضلة. الصّحافة الإلكترونيّة يجب أن تكون أيضا أكثر شجاعة لأنّ الرّقابة تجد صعوبة في اللّحاق بها. يجب أيضا أن تكون مهنيّة وتعتمد صحافيين وكتّابا أكفاء من أجل احترام القرّاء وعدم النّزول بالذّوق العام.
– مارأيك في حرفيّة المواقع الإخبارية الإلكترونيّة العربيّة؟هل ترى أنّها تعتمد فعلا هياكل إداريّة منتظمة ومحترفين في المجال الصحفي.؟هل تركّز هذه المواقع على تقديم مواد صحفيّة في قوالب صحفيّة؟ -الكثير من المواقع الإخبارية تعتبر بعيدة عن المهنية المتعارف عليها صحافيا ،لا يعقل أن ينشر موقع خبرا بعد نشره من طرفالصحف العربية و يعتبره سبقا أو انفرادا.هناك عشوائية في التنظيم و خلل كبير في الأخبار من حيث التأخير.الإنترنيت معناه السرعة و السرعة معناها الجهد الكبير ضد الزمن! -كيف تقيّم موقع هداية نت؟ -هداية نت موقع عربي إخباري جديد.و حين اطلعت على هداية نت فوجئت بالجهد الكبير المبذول فيه. أقول أنّه إذا استمر المجهود المبذول فيسيكون متميّزا جدا في المستقبل.و هذه ليست مجاملة بالمرّة.فقط لدي بعض الملاحظات مثل وجود أخطاء لغويّة أو بسبب الرّقابة كما أنّ هناك اعتمادا كبيرا على أخبار الوكالات و هذه نقطة يجب تجاوزها من دون تردّد.هناك أيضا نقص في التحقيقات و المقالات الجريئة سواء الاجتماعيّة أو السياسية.و عموما أنا متفائل جدا بمستقبل الموقع -هل ترى أن الصحافة الإلكترونية تحتاج لضوابط و معايير تحكمها؟ -ماتحتاجه الصحافة الإلكترونية هو الاحترافية و المهنية و الجرأة و اعتماد نظام مالي و إداري حقيقي يعطي لكل ذي حق حقه * تم نشره بموقع هداية نت بتاريخ 02 أكتوبر 2005