قضت المحكمة الابتدائية لمدينة تطوان مساء الجمعة 06-03-2009 بالحكم على الصحافي الالكتروني حسن برهون بستة أشهر نافذة و 5000 درهم غرامة طبقا للفصل 263 من القانون الجنائي و ذلك بتهمة اهانة موظف أثناء مزاولة عمله و اهانة هيئة القضاء.ترجع ملابسات القضية الى حدث اعتقاله يوم 25 فبراير على خلفية توزيعه عريضة تندد بسلوك الوكيل العام للملك بتطوان وتتهمه بالفساد و تورطه في علاقات مشبوهة بأحد بارونات المخدرات بالمدينة خرجت من مقهى الزهرة بشارع محمد الخامس، موقعة من طرف 61 من فعاليات مختلفة من المدينة. وخلف حادث محاكمة حسن برهون استياءا كبيرا لدى أغلب فعاليات المجتمع المدني و الذي توج بوقفة احتجاجية امام المحكمة الابتدائية نظمت من طرف اللجنة التحضيرية للصحافة الالكترونية بالمغرب رفقة فعاليات المجتمع المدني بتطوان عرفت مشاركة مكتفة لساكنة المدينة. وبداية من الصباح الباكر قامت قوات الأمن بتطويق جميع المداخل الطرقية المؤدية الى باب المحكمة تحسبا لطوارئ أمنية. و فور استقدام حسن برهون على الساعة العاشرة من السجن المدني الى البوابة الخلفية للمحكمة الابتدائية التي حوصرت من طرف الفعاليات التي كانت ترفع شعارات منددة باعتقاله. كان الصحافي حسن برهون كعادته يرفع شارات النصر مسرورا بمساندة زملائه الذين أتوا من مدن متفرقة لمناصرته ومحاولة الضغط على السلطات لاطلاق سراحه بعدما رفضت هيأة المحامين بتطوان في الدفاع عنه والسبب كما يحكي بعض الصحفيين الذين استفسرناهم كون حسن برهون لم ينج أحد من نقذه اللاذع، حيث سبق له أن وزع عريضة يتهم فيه المحامين بتطوان بالدفاع عن تجار المخدرات وقبول رشى من جهات مشبوهة، باستثناء المحامي الحبيب حاجي الذي تطوع بالدفاع عنه. كما استغربت هيئة الدفاع من تقديم حسن برهون أثناء محاكمته حيث توبع وفقا لقانون الجنائي و ليس قانون الصحافة، خاصة الفصل 44 منه. والسبب كما صرح لنا المحامي الحبيب حاجي يعود أساسا إلى تغييب شروط المحاكمة العادلة ،وهذا ما جعله ينسحب من الجلسة رفقة زميل له. وجدير بالذكر أن الحبيب حاجي واحد من المحامين الثلاثة أصحاب رسالة إلى التاريخ . كما انسحب أيضا من الجلسة المحامي عبد المجيد الدويري المنسق الجهوي للمركز المغربي لحقوق الانسان بسبب رفض رئيس الجلسة ملتمس إخضاع المتهم للخبرة الطبية للتأكد من سلامته النفسية، حيث قدمت هيئة الدفاع شهادتين طبيتين تثبت ان المتهم في وضعية نفسية صعبة. وصرح الدويري ل"هسبريس" "أن خلفية ملف الاعتقال موضوع المرافعة تعود إلى ملف بارون المخدرات محمد الشارف وما طرحه من إشكالات على المستوى القانوني"، وتساءل الدويري " كيف يمكن للمحكمة أن تجري خبرة طبية نفسية أعفت الشارف من المسؤولية ولم تمنح هذا الحق لمناضل حقوقي ". جدير بالذك رأن حسن برهون يمثل ظاهرة ملفتة ومزعجة لكل الجهات ، بحيث لم ينج من سهام نقذه اللاذع أي جهة تتستر على الفساد حسب رؤيته، وهومن مواليد مدينة تطوان حاصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، انقطع عن العمل منذ سنة 2003 حيث كان يشتغل إطارا في شركة امانديس. وعرف بحيويته على موقع يوتوب الامريكي حيث ساهم في انجاز اكثر من 500 شريط مصورو الف صورة فطوغرافية تفضح الفساد و الرشوة بمدينة تطوان. وصاحب مبادرة فريدة من نوعها تتمثل في ما يسمى ب" صحافيون بلا قيود". ومن مفارقة الأقدار أن القاضي الذي حاكم حسن برهون ب 6 أشهر نافذة وغرامة 5000 درها هو أحد زملائه في الدراسة بقسم التحضيري كما يتناقل سكان المدينة!!