وأنت تقترب من إحدى المؤسسات التعليمية المغربية يلفت نظرك ظاهرة تجعلك أكثر إشفاقا على التلاميذ هذه الظاهرة ببساطة هي تلك المحافظ المنتفخة بكميات كبيرة من الكتب الموجودة داخل محافظهم فترى الواحد منهم وهو على أعتاب المؤسسة يتمايل من شدة ثقل ما على ظهره من وزن قد تجعله فاقدا للتركيز لمدة طويلة قد يذهب الدرس ضحية لها. كتب بأسماء عدة من قبيل المنير والمرشد والمنار والتجديد .... إلى غير ذلك قد الأسماء الكبيرة التي قد تكون لا علاقة لها بمستوى التلميذ ولو قمنا بمقارنة بسيطة لما كان عليه التلميذ قبل عشر سنوات فقط أي قبل ظهور هذا العدد الهائل من المسميات لوجدنا فرقا شاسعا شساعة الفرق بين ثمن أربعة كتب القراءة القرآن الرياضيات النشاط العلمي وكتاب واحد بالفرنسية وبالمناسبة فهذه الكتب قد يدرس فيها أكثر من خمسة أجيال ولا يتغير في الأمر شيء وهذا العدد الكبير من الكتب التي قد تصل في المعدل المتوسط للمحفظة الواحد حوالي خمسة عشر كتابا أساسيا لكل واحد منهم مرفقا أو مرفقين. فحتى يكون الفرد تلميذا إذا لا يكفيه أن يكون مسجلا في إحدى المؤسسات التعليمية بل إضافة إلى هذا هو ملزم بأن يكون مسجلا في أحد النوادي الرياضية لحمل الأثقال حتى يستطيع التغلب على ذلك الحجم الكبير من الكتب. التي قد يطلع عليها كاملة بعد نهاية الموسم أو لا أما عدد من هؤلاء التلاميذ والذين حكم عليهم بتادية وظيفة ثانية إضافية فيلجؤن إلى طريقة في نظرهم ارحم وذلك باقتناء محافظ بعجلات قد تخفف قليلا من ثقل ما فيها من كتب لكن خطورة هذا الفعل تتجسد في الصورة النمطية التي قد يحمل التلميذ فيما بعد عن ما بداخل هذه الحقيبة من كتب وعلاقتها بكل ما يجر. لتبقى أزمة التلاميذ مع الكتاب قائمة أزمة تجعل من إشكال الاستيعاب والقدرة على العطاء انطلاقا مما يحصله التلميذ وبين القدرة الشرائية للفقراء من أولياء الأمور وما أكثرهم في بلدنا على المسايرة حيث أن عدد منهم يتكلف من أجل توفير جل المتطلبات الدراسية الصغيرة منها حتى يوفروا لأبنائهم فرصة للتعلم قد يكونون قد حرموا منها هم.