منذ ثلاثة أشهر وساكنة حي المجد المجاورون للطريق الرئيسي الرابط مع المنطقة الصناعية(المجد) يعانون الأمرين بسبب عدم اكتمال الأشغال الخاصة بإصلاحات الطرق المنجزة من طرف إحدى المقاولات التي ضربت الرقم القياسي في درجة الاستهانة بالمسؤولية القانونية والأخلاقية . فهذا الطريق الذي يعد الشريان الرئيسي داخل الحي ، والذي يستقبل الآلاف في سيارات نقل العمال والسيارات الخاصة كل يوم، قد تحول إلى نقطة سوداء بكل المقاييس ، بالنظر لتجمع كل العناصر السلبية الدالة على ارتجالية الأشغال وبعدها عن المواصفات والشروط المتعلقة بالإتقان والجودة وبالسلامة من الأخطار التي تهدد حياة المواطنين وتعرقل حركة السير ليلا ونهار . فقد أدت البالوعات العارية والمكشوفة وسط الطريق إلى سقوط عدد من الراجلين وخصوصا خلال الليل بسبب ضعف الإنارة العمومية، وانزلاق عدد من السيارات بداخلها .. هذا بالإضافة إلى امتلاء هذا الطريق بالحفر بعد خضوع قارعته للحفر خلال إنجاز الأشغال، واكتفاء المقاولة المعنية بنشر الأتربة ومسحوق الحجارة الذي يظل يتصاعد وينتشر في الجو مع هبوب الرياح والمرور المكثف للسيارات والشاحنات ، فيمتلئ المحيط بالغبار الذي يمتد أثره إلى البيوت والمحلات التجارية .. وقد عبر السكان عن تدمرهم من الوضع بسبب ما لحقهم طيلة هذه المدة من أضرار ومضايقات، وعدم قيام أية جهة بالتدخل من أجل إنقاذهم وإبعاد الضرر عنهم .. إن مجرد الوقوف بعين المكان يثير الرعب في النفوس بسبب الحالة المأساوية للطريق ، وكثافة حركة السيارات التي تمر بالطريق دون توقف ، وهي تحتال وتتلوى في سيرها لتجنب الوقوع وسط البالوعات المفتوحة .. كما أن تلك البالوعات قد امتلأ البعض منها بالردم والنفايات الصلبة التي تشكل مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة وتكون المشاهد المقززة . فهل ستتولى الجهة المسؤولة متابعة هذه الشركة ومحاسبتها على التقصير الحاصل، وتغريمها بسبب عدم احترام المسؤولية . وتجدر الإشارة إلى أن المقاولة الحائزة على الصفقة تشتغل بكيفية غريبة في إصلاح الطرق الموكولة إليها ، حيث تشتغل على مقاطع متفرقة بكيفية انتقائية تضع أكثر من علامة استفهام حول الغاية من ذلك ، كما أن معظم الأشغال المنجزة تحتاج إلى إعادة نظر وفتح تحقيق، وهو ما يفرض على الجهات المسؤولة تشكيل لجنة للمراقبة وتتبع هذه الأشغال وتقييم المنجزات ..