الكل يتذكر الحريق المهول الذي قضى على مساحة 140 هكتارا من غابات جماعة دار الشاوي بطنجة في صيف سنة 2012، والذي بينت التحريات ارتباطه بفعل فاعل لأهداف إجرامية ، وكان ذلك خسارة كبيرة للثروة الغابوية المتميزة التي تتمتع بها المنطقة بحكم أنواع الأشجار والوحش والنباتات التي تميز هذه المنطقة المطلة على سد 9 أبريل والقرية التاريخية دار الشاوي .. ومع ذلك فإن الجهات المسؤولة لم تستفد من الدرس من أجل تحصين هذه الغابة المستهدفة بالترامي والتمليك بهدف القضاء على غطائها الغابوي، فقد ظهرت بوادر الأطماع الممتدة من أجل التغلغل وسط الملك الغابوي وتمليكه بعد تجريده من الغطاء النباتي كما يتجلى في هذه الصورة التي تضع أكثر من علامة استفهام حول موقف الجهات المسؤولة بالمنطقة، وما أكثر هذه الكائنات التوسعية التي تتحرك في صمت ، ويمكن تلمس ذلك في قيام بعض الأطراف بتسييج مساحات وسط الغابة وإقامة أبنية خفيفة من أجل التعتيم في انتظار الوقت المناسب للانقضاض على الموقع والحصول على التمليك النهائي ، وما أكثر الصيغ والأساليب المعتمدة من أجل تملك أراضي الملك العام عن طريق العقود اللفيفية ، يليها القيام بعملية البيع، وثبوت الاستغلال والحيازة والتقادم ، وتقديم طلبات التحفيظ ، ..إلى أن يصبح الملك العمومي في خبر كان .. وغالبا ما يكون المدخل هو إيجاد أرضية لتربية النحل ، يليه إقامة أبنية خفيفة تمهيدا للحيازة الطويلة المدى التي تنتهي بالتمليك تواطؤ مع الجهات المسؤولة، أو عن طريق التحايل . وعليه يطلب من الجهات المسؤولة ، من سلطات وإدارة المياه والغابات ، والمجلس القروي بالمنطقة المبادرة إلى فتح تحقيق حول هذه الأسيجة التي تقام وسط الغابة تمهيدا لتمليكها وتحويلها إلى عقارات خاصة .. وما من شك أن هذه المنطقة ستظل بفضل موقعها الطبيعي وغناها الإيكولوجي تسيل اللعاب وتحرك أطماع الجشع العقاري من أجل التسلل إلى أحضانها وإقامة المشاريع الخاصة التي ستكون وبالا على المنطقة في غياب المراقبة والمحاسبة ، ولا يجب تجاهل حساسية الموقع بسبب قربه من السد الوحيد الذي تتغذى منه طنجة بالماء الصالح للشرب . وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة لا زالت مستهدفة من طرف بعض المستثمرين الذين لم يقصروا من جهودهم بهدف إقناع الجهات المسؤولة بالسماح هم بخلق مشاريع ذات طابع إيكولوجي كما يدعون ، في غياب أدنى مستوى من الضمانات . وعليه فإننا نناشد كل المتدخلين بعدم الانخداع بهذه العروض، والاستسلام لكل ما يمارس من الضغوط من أجل فتح المنطقة أمام المشاريع التي ستنتهي في النهاية بتدمير المجال البيئي ..