أمامنا عن مسوغات مجزرة الفجر منطلقين: منطلق اعتبار أن العسكر كان في حالة دفاع عن النفس، وهذا أمر يعرف كل من كتب له أن يسير في تظاهرة سلمية في أي بلد عربي سخافته وكذبه، فكل الأجهزة الأمنية والدفاعية العربية عقيدتها القتالية موجهة للهجوم على المواطن لا الدفاع عنه. وعسكر في مجزرة الفجر لديه أشرطة تصوير للاعتصامات لحظة بلحظة من مختلف الزوايا، وفي قريب نطلع على تفاصيل هجومهم الجهنمي بعد أن يسقط حكم العسكر بأذن الله تعالى. المنطلق الثاني هو المرتكز على تدبيرهم للمجزرة مع سبق الإصرار والترصد، فلماذا؟: 1- العسكر المصري لم يقدر رد الفعل الشعبي المصري بعد انقلابه على الشرعية، وهو يسعى إلى الدخول في تفاوض مع التحالف الإسلامي المناصر للشرعية من موقع قوة. فكانت من إجراءاته خنق كل صوت إعلامي لا يناسبه، واعتقال قيادات إسلامية رهائن لديه وقنوات تفاوض أيضا، والمجزرة هي الخطوة والرسالة أنه مستعد للأسوأ. 2- الجماهير المصرية تسجل لحظة ثورية بمدخل مطلبها الشرطي المتمثل في عودة الشرعية، والعسكر يريد أن يسقط أي مطلب شرطي لأنه يعلم أن تلبية المطلب أو التنازل عنه والتفاوض حوله هو المحدد الحاسم بين الخصمين اللذوذين: الشارع والعسكر. 3- العسكر وجد نفسه وحيدا، ومن كان يعول عليهم لنصرته من قوى مدنية في ساحة التحرير بدت أضعف من أن تحشد الشارع لصالحه، بينما ترتفع الجموع المناصرة للشرعية بشهادة وكالات الأنباء الأجنبية بشكل مدهش، لذلك فهو يدخل على الخط بشكل مباشر، وهل يتقن العسكر غير تقتيل شعبه؟ 4- مجزرة الفجر تشكل خطوة من خلالها يتحسس العسكر مدى تقبل مختلف القوى لمصل هذا الاختيار الدموي: يتحسس تأثيراتها على الموقف التفاوضي لتحالف الشرعية، ويتحسس مدى صود الجموع الهائلة أو تناقصها بسبب الخوف، ويتحسس مدى ردود الفعل الممكنة من قبل القوى الخارجية والدول الغربية، ويتحسس إمكانية تقدمه مع تطور الأحداث ككتلة موحدة أم أن إمكانية رفض مجازره ستسود حتى صفه مما يهدد قياداته الدموية. مع مجزرة الفجر، أضاف الجيش إلى جريمة انقلابه على الشرعية، جريمة استباحة الدم المصري. ووضع كل مناصريه شركاء له في جرائمه.. وأهدافه.