ثبت أخيرا أن المسئولين عن ميناء الحسيمة الذي تبجحوا بالأمس بأن باخرة شركة "أرماس" تمٌ تحويلها إلى بني انصار حفاظا عن سلامة المسافرين من خطر الرياح الشرقية، ما هو إلا ذرٌ الرماد في العيون. فيوم الاثنين الفاتح من يوليو كان البحر هادئا بحيث أن مراكب الصيد، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة استطاعت أن تأتي بكميات هائلة من الأسماك سواء ليلا أو صباحا، دونما مشكل مع الرياح أو الأمواج. غير أن باخرة المسافرين و كعادتها خلال يونيو الماضي، أُجبرت مرة أخرى على الرسو ببني انصار. و يومان بعد صدور المقال الذي تناولتُ فيه هذا المشكل سابقا، تم طرح هذا الموضوع في البرلمان من طرف النائب السيد محمد بودرا، غير أن السيد الوزير لم يقدٌم للرأي العام جوابا شافيا. هذا لا يمسٌ المواطنين المغاربة العائدين فقط، بل أيضا الأجانب. فيوم الجمعة 7 يونيو 2013 اتجه أحد أصدقائي الفرنسيين القاطنين بغرناطة إلى ميناء "موتريل" قصد العبور إلى الحسيمة (التي يزورها مؤخرا كل عشرة أيام للتحضير لمعرض للصناعة الجلدية لتاغزوت يوم 8 يوليو المقبل في دار الثقافة بالحسيمة)، ففوجئ بأن باخرة "أرماس" القديمة معطٌلة، مما اضطرٌه الذهاب حتى سبتة للعبور. و يوم الأحد 30 يونيو الماضي فعل نفس الشيء ليجد نفسه في بني انصار بالرغم من أنفه. و ذكر لي بأن الباخرة كانت شبه فارغة لنفور المسافرين منها. و يعلم الله سر هذا التمادي و العناد الزائد لثنْي المسافرين على الدخول إلى أرض الوطن عبر ميناء الحسيمة و تنفيرهم منه. إذا كان أحد يعرف الجواب فليقنع المواطنين: إنْ كنتَ تدري فتلك مصيبة *** أو كنتَ لا تدري فالمصيبة أعظمُ