لست أدري ما دهى الحسيمة و سكانها مع بعض أصحاب القرار الذين يقودون مقاليدها. فخلال شهر يونيو هذا، غيرت باخرة شركة "أرماس" القادمة من ميناء "موتريل" الأسباني مكان رسوها ثلاث مرات،باتجاهها نحو بني انصار بدل ميناء الحسيمة، بدعوى هبوب الرياح الشرقية. فمساء الجمعة 28 يونيو، اتصل بي صديق من "مالقة" مشتكيا متذمرا مرغيا و مزبدا، لأنه اتصل بزوجته التي كانت على متن الباخرة رفقة ولديهما ليستفسر عن وصولهم إلى الحسيمة، فأخبرته بأن المركب غيٌر وجهته نحو الناظور. و فورا اتصل صديقي بالمدير العام ل"أرماس" بأسبانيا الذي أحاطه علما بأن سلطات ميناء الحسيمة منعت قبطان الباخرة من الدخول و أجبرته على العودة رغم أنه أكد لها أنه يستطيع الرسو دون مشكل، و سيتحمل كل المسئولية في ذلك. و لكم أن تتصوروا ماذا ستفعل امرأة رفقة طفلين صغيرين في بني انصار في ساعة متأخرة من الليل. هذا مجرد مثال بسيط، لأن نفس المشكل سيطال مسافرين و أسر كثيرة رجعت إلى أرض الوطن. فهل بمثل هذه التصرفات الرعناء سنشجع رجوع أفراد جاليتنا عبر هذا الميناء؟ و هل من يجلس فوق كرسي وثير في مكتب مكيف في برجه العاجي أدرى في شؤون الملاحة من قبطان جاب البحار و المحيطات ؟ و لنفرض أن مسئولي الميناء الملكيين أكثر من الملك يخافون دخول الباخرة حفاظا على سلامة المسافرين، فإذن لماذا لم يطالبوا الشركة الأسبانية بجلب مركب أصغر و أكثر أمانا؟ الشبهة ثابتة. يريدون من هذا الميناء أن يحذو حذو المطار الذي يصاب بالشلل طيلة أيام السنة.