كانت أبواب سينما روكسي مشرعة على مصراعيها لاستقبال عشاق السينما الذين توافدوا عليها بدون انقطاع منذ الساعة السابعة مساء، من أجل الاحتفاء " بمهرجان طنجة السينمائي" في دورته السادسة، الممتدة من 25 إلى 28 أبريل 2013، وقد كانت هذه الدورة بمثابة الولادة لإشعاع المهرجان على الصعيد الدولي. وهو المهرجان الذي دأبت "جمعية النور" على تنظيميه منذ ست سنوات. وانطلق حفل افتتاح المهرجان، بتكريم الفنان المغربي محمد حسن الجندي وعرض بورتيه ومقتطفات من مجمل أعماله السينمائية والتلفزية. ثم أعلن عن لجنة التحكيم التي تشكلت من الأساتذة: الحبيب الناصري (مدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة)، بشرى الغماري (رئيسة تحرير مجلة مرايا)، جمال جبريل (ناقد سينمائي وصحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية)، كما تخلل الحفل فقرة موسيقية من الفولكلور الشمالي (الطقطوقة الجبلية). وقد عرف اليوم الثاني عرض أفلام البنوراما وهي من تأليف وتمثيل وإخراج شباب من طنجة، يخوضون مغامرة الدخول لعالم السينما من باب الفيلم القصير، وتطرقت هذه الأفلام إلى بعض القضايا الاجتماعية، من صميم الواقع المعيش للمواطن المغربي كالرغبة في الاغتناء دون تعب والهروب للأحلام في فيلم "الحقيبة"، والتمييز في معاملة الأنثى عند بعض الأسر المغربية في فيلم "واش غير حيث بنت" وظواهر مجتمعية أخرى لا تقل أهمية عن هذين الأخيرين. وفي اليوم نفسه، عرضت الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية مع تقديم كلمة من طرف المخرجين الحاضرين للتعريف بفريق العمل والظروف التي صاحبت خروج الفيلم للوجود. وانطلقت فعاليات اليوم الأخير من "مهرجان طنجة السينمائي" بجلستين لمناقشة الأفلام المعروضة خلال الدورة السادسة بفندق سولازور، وقد شارك في الجلسة الأولى الأساتذة: خليل الدامون (رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب)، نور الدين محقق (ناقد وقاص)، عز الدين الوافي (ناقد سينمائي)، والمخرجين المشاركين في المسابقة: علي العلوي بودرة عن فيلم: "فوهة" و"بعد أربعين سنة"، محمد الهوري عن فيلم "الإحضياي"، رشيد أجرعام عن فيلم "ضحية"، رامي الحرايري عن فيلم "صور من الشيخوخة"، عبد اللطيف فضيل عن أربعة أفلام من بينها "رحمة". وقد طرحت خلال الجلسة مجموعة من الأسئلة حول رهانات السينما والفيلم القصير وأجمع المخرجون الشباب على أن الفيلم القصير هو السبيل الوحيد لتبليغ وجهة نظر المخرج في ظل غياب الإنتاج الوطني للأفلام واستفادة الأقلية من الدعم السينمائي.
في حين عرفت الجلسة الثانية مشاركة الفنانين المكرمين خلال الدورة السادسة، وقد أعرب الفنان محمود ياسين والفنانة شهيرة عن فرحتهما بالتواجد في المغرب إلى جانب الفنان المغربي محمد حسن الجندي الذي بدوره رحب بالضيفين وأسترجع معهما لحظة اللقاء الأول بمصر، ثم تناولت الكلمة الأستاذة سعيدة العثماني (أستاذة جامعية) رحبت فيها بالمكرمين والمخرجين الشباب، قبل أن تنطلق فعاليات مناقشة الأفلام المشاركة في المسابقة. كما نظمت على هامش المهرجان سلسلة من الندوات منها: "السينما بين الهواية والإحتراف" و"الناقد". وفي المساء وعلى تمام الساعة السابعة مساء، انطلقت فعاليات حفل اختتام المهرجان، الذي عرف تكريم الفنان المصري محمود ياسين الملقب ب "فتى الشاشة" تخللتها شهادة في مسيرته الفنية الغنية في السينما والمسرح والتلفزيون بحيث وصل تجاوز رصيد أفلامه 150 فيلم، كما كرمت الدورة السادسة الفنانة المصرية شهيرة مع شهادة في انجازاتها الفنية وانقطاعها عن السينما منذ سنة 1992 واتجاهها لاحقا إلى الانتاج بعدما أسست إلى جانب زوجها الفنان محمود ياسين شركة للإنتاج السينمائي. وقد شهد الحفل تتويج فيلم "الفوهة" الفائز بالمركز الأول للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، في حين فاز بجائزة الصورة والسيناريو والمونطاج فيلم "فرصة مريم" لهنادي العليان من الأردن، وفيلم "أبي لينين وفريدي" لرينيو دراكاساكي من اليونان، كما فاز فيلم "ستة" لبهاء الدين محمد صبحي بجائزة المهرجان واختتمت فعاليات حفل الاختتام بسهرة في فندق السولازور.