في الحقيقة لايمكن في بعض الأحيان الرد على بعض الناس ، خاصة وهم يتقمصون دور الصحفي النبيه ، لأن الكتابة عموما هي هواية العظام ، وتسلية المكتوين بهم من هموم الحياة .ولم تكن الكتابة يوما سبا وشتما وقذفا . فهذا ما لم نتلعمه خلال أكثر من ثلاثين سنة من القراءة ، وأكثر من عشرين سنة من الكتابة . ويأتي توضيحي هذا ردا على المسمى "عزيز الدادسي " الذي في الحقيقة لم أتعرف عليه الا من خلال مقلاعه المنشور في جريدة المقذوف في حقه ، وهو الزميل عبد الله أفتات ،رئيس" الاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية " ، وقد أحصيت ضجرا أكثر من 25 لفظة لاتليق بمقام الكتابة المقالية ، وهي غير صالحة للنشر الصحفي ، من قبيل " نكرة ، بعوضة صغيرة ، المعتوه .....الخ ؟ نعم هذه هي الألفاظ التي دبج بها صحفينا المغوار مقلاعه المخروم . ويكفي شفافية وقوة وثقة في النفس أن تفضل الزميل عبد الله أفتات ونشر مقال المتهجم عليه في جريدته ، ليظهر للعالمين حقيقة بعض المشتغلين بتنوير الرأي العام ، وتوضيح ما استغلق من شؤونهم وقضاياهم ، فقد صار عبد الله أفتات الشغل الشاغل لبعضهم عوض الالتفاف الى ناهبي المال العام ، ومنافقي الصحافة الذين استبلدوا عقول المواطنين منذ عقود ، والسياسات العامة التي تغري الخارج للانقضاض علينا كأمة وكوطن ومواطنين ، ويكفي أن ييمم اهتمامه شطر أعضاء الحكومة وهم يتهارشون ويمزقون في كرامة بعضهم البعض كل يوم ، ورغم ذلك تجدهم يأكلون من نفس قصعة الدولة . وعلى ذكر النكرة ألا يعلم صاحبنا أن اضافة "ال " كافية ليصبح معرفة ؟ ، أم أن نجوم الصحافة الوطنية والدولية ولدوا وهم يرصعون سماء الكتابة والصحافة ؟ ، أليس من حق أي مواطن استأنس في نفسه تجسيد هوايته كصحفي بقدرته على صياغة موضوع من موضوعات الصحافة التي لا تحد أن يصبح صحفيا ؟ . أم أن في الأمر دوافع أخرى تكشف عنها لغة المقال الرخيصة والمنحطة ؟ . وهل يعيب أحدا ما أن يتضامن مع صديق له أو انسان ما من باب الانسانية الواسعة ؟ هل يصح لعمرو ما لا يصح لزيد ؟ أم أن التضامن في وطننا أصبح أيضا مسألة احتكارية ، كما النضال والثروات والمناصب والعمل السياسي ؟ . وأظن أن علي أنوزلا من بين الصحفيين القدماء ، ولا نعرف للرجل مشاحنات ثنائية أو عنصرية أو دنيئة ، يكتب كتابة راقية تدافع عن القيم الوطنية وتحاول توسيع هامش الحرية الضيق ، وتعمل على الانفتاح على جميع الحساسيات ، وأشهد أن الرجل كان مِن بين مَن نشرتُ على جرائدهم الالكترونية بعض مقالاتي ، لا لشيئ الا لأني وجدت خطه خط وطني كما أفهم الوطنية باعتبار مشارك في بناء أركانه وان رمزيا . ان الزمالة أيها الكاتب المندس على حرم الكتابة لاتعني المرافقة في الشوارع والسهر في الحانات وطبخ المواقف والآراء في المقاهي ، الزمالة هي ان تزامل شخصا في المهنة ، فكم من موظف لايعرف موظفا آخر يشتغل معه في نفس الادارة الا بكونه يدخل معه نفس البناية يوميا وفي نفس التوقيت ، وقس على ذلك العامل والصحفي والشاعر ، فكم من شاعر أقرب الي من جاري بشعره وهو يسكن القاهرة او بغداد أو دمشق الحبيبة أو وجدة والرباط الغريبة؟ . لكي نرتقي جميعا ، لابد من أن نتربى أولا ، ثم نتعلم ثانيا ، ونتأدب ثالثا ، وحين نهاجم شخصا أو مؤسسة أو موقفا ما ، لابد وأن ننطلق من منطلقات صحيحة كي نخلص الى نتائج صحيحة . وأنا ممن يقدمون كل ما وصلت اليه كتاباتي ومجهوداتي على طبق من قلبي وروحي الى العبقري " مارك زوكربرغ " ، بعد أن سدت في وجهي صحف المغرب الكارتونية منذ أكثر من عشر سنوات . ألم يكن من الأجدى أن أقدم امتناني وشكري الى صحفي أو كاتب مغربي ؟ لكن .......... وفي النهاية دعني أهمس في أذنك ، انك بعنوانك التساؤلي ، عرّفت النكرة بأداتين ، الأولى اسم الاشارة "هذا" وهو للدلالة على القرب ، لأن اسم الاشارة دلالة على المشار اليه القريب ، وبأل التعريف ، فأصبح معرفة . للكتابة مخاتلتها وذكاؤها الذي يفضح جهل وغباء من يدخل عالمها .