في إطار الديناميكية الكبيرة التي طبعت أشغال المديرية الجهوية للإتصال بجهة طنجةتطوان منذ إحداثها بالجهة شهر شتنبر الماضي ،نظمت المديرية،السبت 6 أبريل الجاري، لقاء مفتوحا حول الصحافة المكتوبة الأمازيغية. بحضور الإعلامية أمينة ابن الشيخ، مديرة ورئيسة تحرير جريدة (العالم الأمازيغي) و من تأطر المندوب الجهوي للإتصال إبراهيم الشعبي.و انطلق اللقاء الذي احتضنته الخزانة السينيمائية بطرح أرضية عامة حول الصحافة الأمازيغية المكتوبة و أصنافها ، قبل الانتقال إلى مناقشة محاور هذه الأرضية ،من طرف عدد من المتخصصين و المهتمين و المتتبعين للشأن الصحافي الأمازيغي محليا ،جهويا و وطنيا. حيث خلص اللقاء انه يصعب وضع تعريف للصحافة الأمازيغية عموما و المكتوبة على وجع الخصوص، دون ربطها بالحركة الأمازيغية، لأنه و بكل بساطة، فإن الصحافة الأمازيغية هي تلك التي تتبنى وتتناول القضايا الأمازيغية و تدافع عنها من خلال خطها التحريري، غالبا ما يصدرها مناضلون أمازيغيون، و هي أيضا مادة إعلامية ذات مضمون أمازيغي بغض النظر عن اللغة التي تصدر بها ، فتاريخيا شهد الإعلام الأمازيغي مدا و جزرا، إذ ارتبط بالظروف الاجتماعية و الثقافية و خاصة السياسية للمجتمع المغربي، و قد قامت الصحافة الأمازيغية بتطوير الخطاب الأمازيغي،حتى أصبح خطابا متقدما ساهم بشكل كبير في معالجة العديد من القضايا المرتبطة بالثقافة والهوية الأمازيغية، الأمر الذي جعل القضية الأمازيغية تحقق العديد من النقط الإيجابية، انطلاقا من تدريس اللغة الأمازيغية إلى ترسيمها في دستور 2011، مرورا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، و انفتاح الإعلام السمعي البصري على الأمازيغية من خلال القناة الثامنة الخاصة بالأمازيغية ، و فتح وكالة المغرب العربي للأنباء على إعلام الوكالة الأمازيغي، و دعم الدولة للصحافة المكتوبة الأمازيغية، من خلال الشهرية الأمازيغية " العالم الأمازيغي ،حيث عرف الإعلام الامازيغي المكتوب تطورا ملحوظا خلال الربع الأخير من القرن 20، حيث شهدت الساحة الإعلامية ميلاد العديد من المنابر الإعلامية التي تهتم بالشأن الأمازيغي، بحيث يمكن تصنيف المنابر الإعلامية الأمازيغية إلى أصناف ثلاثة . إذ عملت الجمعيات الأمازيغية على خلق آليات للتنسيق و التواصل في ما بينها، حيث بدأت بالأشكال التواصلية المكتوبة التقليدية و غير المكلفة، كالمجلات الحائطية في مقراتها، و كذا في دور الشباب، أو نشرات داخلية. و بعد ذلك بدأت بعض الجمعيات الأمازيغية تفكر في إصدار جرائد وطنية، رغم الإكراهات العديدة التي كانت تواجهها و خاصة المادية منها، لكن قبل ذلك عملت بعض الجمعيات على إصدار نشرات داخلية، مثل تجربة الشبكة الأمازيغية، و قد كانت هذه النشرات الداخلية تهتم عموما، بالإبداعات الأدبية في مجال الشعر و القصة و الترجمة و الأمثال باللغة الأمازيغية، لكن منذ 2005 قررت الجمعية إصدار جريدة تحت إسم " أزطا أمازيغ " التي كان يديرها المحامي و الناشط الحقوقي أحمد أرحموش ، الذي كان رئيسا للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة. كما أصدرت الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي سنة 1990 جريدة " أمود " باللغة الأمازيغية المكتوبة بالحرف العربي، لكن توقفت بعد أربعة أعداد، لتأتي بعدها سنة 1994 تجربة جديدة تخت عنوان " تامونت " لتتوقف هي الأخرى بعد 14 عددا. و في ما يخص النشرات الداخلية للجمعية، فقد أصدرت الجمعية سنة 1974، أول نشرة داخلية تحت اسم " أراتن "، ليتحول الاسم سنة 1978 إلى " التبادل الثقافي ". من جهة أحرى أسست جمعية سوس الثقافية جريدة " أدرار " بالدار البيضاء، كما أصدرت جمعية تماينوت جريدة " تسافوت " و " تيليلي " التي لم بصدر منها إلا عددا وحيدا، أما الجمعيات المشكلة للمجلس الوطني للتنسيق، فقد أصدرت جريدة " أمزداي " التي صدر منها 14 عددا. للتذكير أيضا فقد كانت بعض فروع الجمعيات الأمازيغية تصدر نشرات داخلية، خصوصا فروع جمعية تماينوت نذكر منها " أناروز "، " تايدرت " و " ليبيكا ".