بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتخليدا للذكرى الخمسينية لوفاة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، تنظم جمعية ثويزا بطنجة ومنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب(التنسيقية المحلية لطنجة)، وجمعية الريف للتنمية المستدامة، ندوة حول موضوع " عبد الكريم الخطابي بعيون نسائية"، بمشاركة المؤرخة الإسبانية ماريا روصا دي مارياغا، والإعلامية سهيلة الريكي، والدكتورة صباح علاش. وذلك يوم الجمعة 8 مارس 2013، على الساعة الخامسة مساء، بقاعة الندوات بفندق الأمنية بويرتو، بطنجة. وسيتخلل هذه الندوة تقديم تسجيل صوتي نادر لعبد الكريم الخطابي؛ كما ستعرض صور نادرة له ولأسرته. ومن المتوقع أن يحضر هذا النشاط أفراد من عائلة الفقيد.وفي ما يلي أرضية الندوة : تخليدا للذكرى الخمسين لرحيل الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، واحتفاء باليوم العالمي للمرأة، تأتي مبادرة لتنظيم هذه الندوة حول موضوع: "الخطابي بعيون نسائية"، استحضارا لأهمية الحدثين اللذين يكتسيان أهمية بالغة، ولما للخطابي من رمزية تاريخية، وما تحظى به تجربته الإنسانية من إشعاع دولي؛ ولما للمرأة من مكانة هامة في ثقافتنا؛ ولما تعرفه قضيتها من اهتمام دستوري وحقوقي ومجتمعي. إن تناول شخصية "الخطابي" و موضوع "المرأة" في ندوة واحدة، قد يثير الكثير من التساؤلات، عن العلاقة الممكنة بينهما. ولكن السؤال سرعان ما يتبدد إذا ما استعرضنا تجربة الخطابي في سياقها التاريخي الريفي الأمازيغي الوطني، وليس بقراءتها بعيون تجارب أخرى في بيئة أخرى وثقافة أخرى. المرأة والمقاومة: لقد كانت المرأة جزء من ملحمة الخطابي وفاعلا أساسيا في بلورة التجربة وتميزها. كما كانت عنصرا فاعلا في حرب التحرير الريفية، وبشهادت الخطابي نفسه في حواراته الصحفية الكثيرة، ومذكراتها المتناثرة. لقد ساهمت المرأة في المقاومة بشتى الطرق، فإلى جانب أدوارها المعهودة في رعاية الأسرة وتربية الأبناء وحماية التجمعات السكنية، لعبت دور الممرضة التي تعالج جروح وكسور الجرحى والمعطوبين باستعمال الطب التقليدي، كالكي بالنار والتداوي بالأعشاب والقصب وغيرهما؛ مراقبة الأسرى والحصول على معلومات تخص مخططات العدو؛ وحمل المؤونة للمقاومين إلى أعالي الجبال والخنادق. وكانت تقوم بدور المراقب والمخبر لصالح الثورة الريفية ، حيث تلوح بحزامها كوسيلة للتنبيه والإشعار بخطورة الزحف القادم. وكان لها دور كبير في تأريخ الكثير من جوانب ملحمة الخطابي؛ ودور بارز في تجنيد الشباب وتعبئتهم للمعارك وتشجيع المقاومين للصمود. بل حملت المرأة الريفية السلاح وشاركت مباشرة في القتال كما حدث في معارك جيش التحرير في الخمسينيات من القرن الماضي. المرأة في فكر ومشروع الخطابي إن عبد الكريم الخطابي، المقاوم، الفقيه، القاضي، الصحافي، القائد العسكري والزعيم السياسي لم يكن ليتنكر لدور المرأة في مشروعه المجتمعي؛ كما فعل غيرها ممن تأثروا بمقولة "صوت المرأة عورة"، ودعاة حصر دور المرأة بين جدران البيوت. لم يتنكر الخطابي لهذه المرأة التي شاركت الرجل في تحمل أعباء المجهود الحربي بكل تأثيراته الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وهو الذي عايش وتابع مجهودها الوطني في المقاومة والتحرير ودورها الكبير في الانتصار والاستقلال. فكان ينظر إليها حقا وحقيقية كشريك في بناء المستقبل، وهذا ما يمكن تلمسه في نمط التربية التي اختارها لبناته، تعليما ولباسا وعلاقات مجتمعية وقرارات اجتماعية. فقد كان من أشد المناصرين لحقوق المرأة، ومن الرافضين لتكبيلها بقيود التقاليد والثقافة الذكورية وفتاوي التحريم التي سادت بعد عصر الموحدين. الخطابي في عيون نساء القرن 21 نظرا للسياسات التي نهجتها الحركة الوطنية و"دولة الاستقلال"، والحصار الذي استهدف طمس وتشويه كل ما له صلة برموز المقاومة الوطنية الحقيقية، خاصة إرث وسيرة وتجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي؛ فان معرفة أجيال اليوم، خاصة النساء، بهذا الرمز الوطني الكبير لا تكاد تبارح أوساط النساء المناضلات في صفوف بعض الحساسيات المجتمعية، السياسية والحقوقية والثقافية، الذي يحظى عندهن بغير قليل من الاحترام والتقدير النابع من اطلاعهن على تجربته المتميزة، وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الهدف من تغييب هذا الرمز الوطني من الحياة العامة ومن البرامج التعليمية. إن الجمعيات المنظمة لهذه الندوة تهدف من وراء هذه المبادرة إلى إعادة طرح مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالمرأة في علاقتها بالمشروع النضالي للخطابي، وبالأدوار الحقيقية التي لعبتها المرأة الأمازيغية في حرب الريف التحريرية؟ والمكانة التي كانت تحظى بها المرأة ضمن مشروع الخطابي؟ ومن هنا من المفيد أن يتعرف المغاربة على رؤية نساء الريف في القرن ال 21 إلى الخطابي؟ إضافة إلى طرح السؤال عن أسباب غياب أي مؤسسة عمومية، أو فضاء عام يحمل أسماء لنساء مقاومات؟ وضعف الكتابات عن المرأة المقاومة؟ هذه أسئلة وغيرها كثير، سنحاول الإجابة عنها بمشاركة مجموعة من الأسماء النسائية اللواتي سبق لهن أن اشتغلن على تاريخ الخطابي وعلى القضايا المرتبطة بالمرأة. كما أن الندوة فرصة لتسليط بعض الضوء على مكانة المرأة في التأسيس لدعم ثقافة المناصفة في الريف كما في المغرب قاطبة.