في إطار فعاليات الحركة الأمازيغية بالناظور، وتخليدا للذكرى 64 لتأسيس جيش التحرير المغاربي، نظمت فعاليات الحركة الأمازيغية بالناظور مساء السبت 22 أكتوبر الجاري بقاعة العروض التابعة للمركب الثقافي بالناظور، ندوة وطنية تحت شعار "جيش التحرير المغاربي والمقاومة بثامزغا"، من تأطير الأستاذين عبد الوهاب التدموري ومحمد علي الطبجي. بداية الندوة عرفت وقوف الحاضرين دقيقة صمت ترحما على شهداء القضية الأمازيغية، بعدها تطرق الأستاذ عبد الوهاب التدموري خلال مداخلته إلى الدور الكبير الذي لعبه المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في مواجهة الآلة الاستعمارية الإسبانية والفرنسية على مر سنوات الكفاح بمنطقة الريف، وقد أكد الأستاذ عبد الوهاب خلال ذات المداخلة الى إقرار العديد من المؤرخين على أن مشروع عبد الكريم الخطابي ليس مشروعا جهاديا ضد الاستعمار فقط، بل هو مشروع بناء دولة الحداثة ومجتمع الديمقراطية. وأبرز الأستاذ في مداخلته الأولى إلى الدور الفعال الذي لعبه مولاي محند في تأسيس شبكة الاتصال بمسماها آنذاك "التليغرام" وذلك لتسهيل التواصل بين جيش التحرير بالريف وباقي جيوب المقاومة بالمغرب، وقد أبرز كذلك امتداد المواجهة الشرسة من طرق جيوش المقاومة الريفية للآلة الاستعمارية إلى غاية خمسينيات القرن الماضي، والتي تميزت كذلك بنهج محمد بن عبد الكريم الخطابي للطابع السياسي في تحرير المنطقة من براثن الاستعمار وذلك عبر تأسيس"لجنة تحرير شمال أفريقيا"، والتي قابلها "تأسيس جيش التحرير للشمال" في أكتوبر من سنة 1955 والتي ترأسها آنذاك الدكتور عبد الكريم الخطيب، بمعية ضابط المخابرات آنذاك أوزار، وأكد الأستاذ عبد الوهاب التدموري بأن تأسيس هذا الجيش من طرف الخطيب وأوزار كان هدفه الأول هو القضاء على الجانب الفكري والتنظيمي لمشروع عبد الكريم الخطابي في بناء دولة ومجتمع حداثي. الندوة عرفت اتصالا هاتفيا من أحد النشطاء الأمازيغيين الليبيين من العاصمة طرابلس، حيث هنأ الحاضرين بهاته الندوة معتبرا أن سكان دول شمال أفريقيا من أصول أمازيغية ودعا الى توحيد الشعوب الأمازيغية وتشكيل جيش أمازيغي موحد بشمال أفريقيا، بعدها تطرق الأستاذ محمد علي الطبجي خلال المداخلة الثانية إلى الحديث عن تحرير المغرب، وذلك عبر مشروعين مجتمعيين مختلفين تماما. الأول مشروع عبد الكريم الخطابي المحنك عسكريا وصاحب الحس السياسي والتنظيمي المتميز، والثاني مشروع قادته الحركة الوطنية والذي قام على إمكانية التحاور مع المستعمر وكذا المطالبة بالاستقلال. إلى جانب ذلك تطرق الأستاذ علي الطبجي الى التزييف الخطير للحقائق التاريخية التي عرفتها منطقة الريف إبان الاستعمار، وهذا ما ساهم في تغليب مشروع الحركة الوطنية آنذاك بقيادة مؤسس حزب الاستقلال علال الفاسي، واختتمت الندوة بتناول بعض مداخلات الحاضرين التي همت بالخصوص تاريخ منطقة الريف مع حرب الغازات وطرد الاستعمار من الريف.