اتهم محمد اليازغي "التحالف الاستعماري الفرنسي الإسباني"، باستعمال أسلحة محرمة دوليا في مواجهة قائد ثورة الريف، محمد بن عبد الكريم الخطابي خلال حرب الريف، في العشرينيات من القرن الماضي.وذكر اليازغي، وزير الدولة في حكومة عباس الفاسي، والوزير السابق المكلف بالسكنى والتعمير وإعداد التراب، في حكومتي عبد الرحمان اليوسفي وإدريس جطو، أن محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي "سلبت منه ومن مناصريه ممتلكاتهم بظهير خليفي، لقن هذا التحالف درسا حقيقيا في معنى الوطنية والتعلق بالوحدة، وعنه ألهم فيدل كاسترو، وتشي غيفارا، عن طريق الجنرال الإسباني بايو، الميكانزمات الاستراتيجية والتاكتيكية لحرب التحرير في ثورتهما ضد الدكتاتور باتيستا" في كوبا، في خمسينيات القرن الماضي. وظهرت في الأعوام الأخيرة تقارير تؤكد استعمال إسبانيا أسلحة كيماوية ضد المقاومة الريفية، وتطالب جمعيات حقوقية مغربية بفتح هذا الملف. وقال اليازغي، في كلمة ألقاها صباح أول أمس الاثنين، بدار الثقافة بتطوان، في جلسة خصصت لتكريمه، في إطار فعاليات اللقاء الرابع ل"تطوان الأبواب السبع"، التي تنظم، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، إن أولى "شرارات المقاومة انطلقت من قبائل جبالة، إذ عمد الراحل الريسوني، الزعيم التاريخي لهذه القبائل، إلى قيادة هذه المقاومة، وتنظيمها، ومدها بما تحتاجه في نضالها، وكلفه ذلك تتقيف ممتلكاته وممتلكات رفاقه، بظهير أصدره خليفة السلطان على المنطقة الشمالية". وأضاف اليازغي أن "تجربة المصالحة، التي دخلها المغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، فتحت، مجاليا حقوقيا ولغويا وسياسيا ومجتمعيا، بوابة عريضة للتفكير والاستنكار الجماعي، والحكي عن كل الجهات والرجالات والمبادرات، بغاية إعادة صياغة وإحياء جزء غير يسير من تاريخ بلادنا، ظل، لاعتبارات عديدة، منسيا أو مقصيا، ومن باب الإنصاف، ألا نبخس شمال المغرب، بتنوعه الأمازيغي والعربي والأندلسي، حقه في استحضار ما أنجزه وقدمه، لتعضيد وتصليب عود الحركة الوطنية المغربية الحديثة، ومقاومة الاستعمار، دون أن ننسى أن أولى طلقات وعمليات جيش التحرير المغربي كان مهدها الشمال". واعتبر أن "الشمال، مع كل ما قدمه، مسه النسيان والتهميش، الحزبي والرسمي، لكن الصفحات الجديدة من تاريخ بلادنا، التي فتحت مع حلول العهد الجديد، ودخول المغرب مرحلة الانتقال الديمقراطي، استدركت كل هذه النواقص، على جميع الأصعدة"، مضيفا أن "هذه الصفات لابد أن تتضمن، من باب العرفان وحفظ الذاكرة الوطنية جمعاء، الإقرار بما أنجزه الشمال برجالاته، ذوي الأصول العربية، والأندلسية، والأمازيغية، وقبائله الريفية والجبلية والشمالية".