جامعة خوان كارلوس في العاصمة مدريد شدد صحفيون وأكاديميون في ندوة حول حرية التعبير في المغرب في جامعة خوان كارلوس الأول في العاصمة مدريد على ضرورة دعم الصحافة لتلعب دورها في بناء الديمقراطية في المغرب من خلال التعاطي مع جميع المواضيع بما فيها تلك التي تعتبر ضمن ما يطلق عليه بالخطوط الحمراء. وتطرقت الندوة بعنوان "الحق في حرية التعبير في المغرب" التي جرت أمس الجمعة وهي من تنظيم "المنتدى القضائي المغربي-الإسباني" الى مفهوم حرية التعبير بمفاهيمها المتعددة ثم الكيفية التي عالج بها الدستور المغربي الجديد حرية التعبير وكذلك تطور حرية التعبير في المغرب خلال العقود الماضية ودور لجنة السمعي البصري ثم تأثر الصحافة الرقمية وشبكات التواصل المرتبطة بالإنترنت على حرية التعبير. وأكد عميد كلية علوم الإعلام أن النضال الدكتور أنتونيو غارسيا من أجل حرية التعبير هو عمل متواصل في الدول سواء التي تسعى نحو الديمقراطية أو التي هي ديمقراطية، ومن جانبها أبرزت رئيسة فيدرالية جمعية الصحفيين الإسبان "فابي" التي تضم أكثر من 25 ألف صحفي أبرزت أن حرية التعبير مرتبطةب التطور السياسي وأنه رغم وجود مواضيع حساسة في المغرب من قبل نزاع الصحراء المغربية، فالصحفي مطالب بأن يقدم جميع الأخبار المتعلقة بالنزاع بغض النظر عن ميله لهذه الأطروحة أو تلك. وركزت دينا بوسلهام وهي باحثة سياسية في باريس على التربية لخلق جيل مؤمن بحرية التعبير ومدافع عنها. وذهبت في الاتجاه نفسه الصحفية إيمان الراشيدي من إذاعة كادينا سير التي طالبت بترتيب أولويات مواضيع حرية التعبير وبالتدريج. وأوضح محمد المرابط من كوريو ديبلوماتيكو على القيمة المضافة التي ساهمت بها حركة 20 فبراير في تعزيز حرية التعبير بسبب طرح الكثير من المواضيع الشائكة بقوة وبدون تحفظ. بينما أكدت الصحفية المغربية آمال بابا على أن التضييق على الصحافة في المغرب لا تأتي فقط من السلطات بعد هناك تضييق من أطراف من المجتمع بسبب التقاليد وارتفاع الحركات الدينية المحافظة. وذهبت الكاتبة والصحفية الإسبانية يولاندا ألدون في المنحنى نفسه بعدما أكدت على وجود رقابة وإن كانت ذاتية حتى في الأعمال الأدبية وليس فقط الصحفية. وتطرق أستاذ القانون الدستوري فيرناندو أوليفان الى أن الدستور المغربي الجديد يتضمن مواد تنص على حرية التعبير ويبقى الأساسي هو النضال من أجل تفعيلها وترجمتها الى واقع ملموس. وهي النتيجة التي ركزت عليها كذلك المحامية نسرين حشلاف بنسعيد. أما الناشط الحقوقي المتخصص في التفاعل الثقافي فريد بنطرية راموس، فشدد على ضرورة تدعيم حرية التعبير في المغرب ولكن بعيدا عن مفاهيم الأبوية. وشهبت تدخلات أخرى في هذه المواضيع مثل أنتونيو بنيتو بو وسناء مكتيني والصحفي إدواردو مرين الذي تحدث عن بعض المعيقات مثل مواضيع الصحراء والملكية. وعالج الدكتور حسين مجدوبي العوامل التي عاقت تطور حرية التعبير في المغرب مثل التاريخ القصير للصحافة في المغرب التي بدأت فقط في الخميسنات بشكل مستمر وعدم انتماء المغرب إقليميا الى تجمع قوي، فهو ينتمي الى العالم العربي والإسلامي حيث سادت الديكتاتوريات لمدة طويلة وغاب نموذج يقتدى به في حرية التعبير، ثم وجود ملفات جرى توظيفها ضد حرية التعبير مثل المعتقد الديني والوحدة الوطنية والنظام الملكي علاوة على التأخر الذي شهده البلاد ومازال من غياب طبقة متوسطة وضعف شديد في الإنتاج الفكري السياسي. وتابع حسين مجدوبي أن طبيعة المغرب كدولة غير دكتاتورية وكدولة غير ديمقراطية تجعل حرية التعبير غير ثابتة ومرتبطة بالظروف السياسية والاجتماعية، مشددا على أن الصحافة المستقلة في المغرب ساهمت بشكل كبير في تطور حرية التعبير في أوائل العقد الماضي وأن الصحافة الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تجعل ما يسمى بالخطوط الحمراء تفقد قوتها بسبب نضال النشطاء الحقوقيين والصحفيين الذين ينتزعون حقوقا متواصلة ويكسرون الطابوهات ويجعلون النظام القائم يتنازل عن بعض صلاحياته، واصبح الصحفيون المستقلون والنشطاء يكتبون في كل المواضيع مثل الملكية والفساد لأن النظام لا يمكنه نهائيا السيطرة على الإنترنت.