بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة ،توصلت عناصر مركز التشخيص القضائي للدرك الملكي إلى فك لغز الجثة المتحللة التي تم العثور عليها بعد زوال الخميس 23 غشت الجاري ، داخل بئر مهجورة بمدشر شراقة، جماعة حجر النحل بطنجة. حيث أكدت التحريات التي باشرتها المصالح المختصة بأن الجثة تعود للمسمى قيد حياته ،التهامي أبيب ، من مواليد سنة 1989 بمنطقة حد كورت بسيدي قاسم ،صاحب شركة لنقل العمال بطنجة، مستبعدة في نفس الوقت وقوف الفعل الإجرامي وراء الحادثة. و أفادت مصادر أمنية رفيعة المستوى للشبكة ،بأن الضحية سقط في البئر عن طريق الخطأ في ساعة متأخرة من الليل منذ 15 يوما ،حيث كان يحاول الفرار وسط الظلام للتخلص من ملاحقيه حسب شهود عيان ،بعد ما ترك سيارة مسروقة من نوع (Volkswagen) بحافة الطريق ، إذ يعتقد أنه كان مطاردا من طرف أصحاب السيارة التي استولى عليها بوسط المدينة.ف ي حين أكد أن بتر أصابع الضحية قد يكون بسبب القوارض و ملوحة مياه البئر التي ساهمت في إتلافها ،و هو ما سيتم التحقق منه لا حقا بعد ظهور نتائج التشريح الطبي للجثة التي أرسلت عينات منها إلى المختبر العلمي للدرك الملكي بالرباط .و إلى ذلك و بعد تنقيط معلومات الضحية بحاسوب المصلحة المركزي ، تبين بأنه مبحوث عنه وفق مذكرات بحث وطنية صادرة عن ولاية أمن طنجة ،في عدة قضايا جنحية و جنائية خطيرة و التي تتعلق بإصدار شيكات بدون رصيد ،مشاريع وهمية، النصب و الاحتيال ، السرقة الموصوفة ، خيانة الأمانة...و تكوين عصابة إجرامية. حيث أكدت التحريات المعمقة ، أن آخر عملية قام بها كانت محاولته اختطاف حسن شملال الرئيس السابق لفريق اتحاد طنجة لكرة السلة و رجل أعمال ، يوم 4 غشت الجاري بحي دار مويكنة ،من اجل مطالبته بفدية 150 مليون سنتيم نظير إطلاق سراحه ، قبل أن يتمكن من الفرار من قلب السيارة المستعملة في الاختطاف و هي من نوع هيونداي فوركون. حيث أسفرت العملية في حينه عن حجز السيارة المستخدمة في عملية الاختطاف الفاشلة و اعتقال كل من المدعوين (ياسين/بن/ع) و (لحسن/ت) اللذين شاركا في العملية في حين كان قد تمكن (التهامي أبيب) بصفته زعيم العصابة من الفرار بعدما تخلى عن السيارة بمكان الجريمة ،إلى أن ظهر جثة هامدة في قعر البئر المذكورة. و إلى ذلك فقد علمنا من مصادر مأذونة، أن النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة و في إطار البحث القضائي التي تشرف عليه بخصوص ملابسات الحادثة ، قد أمرت الاثنين الماضي مصالح الدرك الملكي و الوقاية المدنية بإفراغ البئر من منسوب المياه بصفة كلية ،حيث تم العثور بقعره على أجزاء متحللة من اليدين المبتورة ، و قد تم إرسالها بدورها إلى المختبر العلمي التابع للدرك الملكي بالرباط بحضور ممثلين عن المصلحة الولائية للشرطة القضائية التي تتقاسم البحث الجنائي في القضية مع المركز القضائي للدرك الملكي بطنجة و لنا عودة للموضوع.