وسط أجواء تتوحد من حيث الشعارات المرفوعة، وتختلف من حيث الأمكنة الموزعة على ساحات المدينة ،وأبواب المقرات النقابية ،وكذا التباين في عدد المشاركين بين نقابة وأخرى ..خلدت الطبقة العاملة بالقصر الكبير العيد العمالي فاتح ماي لهذه السنة 2012 . وهكذا قررت كل من نقابة الاتحاد المغربي للشغل، ونقابة المنظمة الديمقراطية للشغل ،القيام بتظاهرات منفردة تجوب أهم شوارع المدينة بعد الانطلاق من أمكنة تجمعاتها ،في حين اختارت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تخليد الذكرى بساحة سيدي يعقوب بمشاركة مناضليها الذين استمعوا إلى كلمات خاصة بالمناسبة يوحدها شعار " الديمقراطية هي الحل " وهكذا صرح لنا الكاتب المحلي للفرع السيد: بوغالب بالة عن استغرابه من التملص الحكومي بخصوص اتفاق 26 أبريل 2011 والذي جاء نتيجة حراك اجتماعي ضاغط، والتركيز على الخروج بقانون الإضراب قصد مجابهة كل ما هو مطلبي احتجاجي إلى الوجود ..إننا - يقول بوغالب بالة - نعيش سنة عجفاء وسط تحالف بين الحكومة والباطرونا قصد تجريم العمل النقابي ،،، وانه من الأجدى البحث عن حلول للجدل القائم حول مراجعة الأجور والتعويضات، والأنظمة الأساسية لبعض القطاعات،،لكن الحكومة تراوغ ونحن في انتظار انعقاد المجلس الوطني لنقابتنا يوم 19 ماي وسوف نعبر عن مواصلة الدفاع على الطبقة الشغيلة وعدم تركها وحيدة تواجه مصيرها أمام تحالفات بعض الجهات المعينة . في حين أحيى الفرع المحلي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب فاتح ماي لهذه السنة بساحة علال بن عبد الله تحت شعار: "مع الشعب إلى الأبد" بمشاركة عدد من المكاتب النقابية ،،وقد اغتنمناها فرصة لأخذ رأي نائب الكاتب المحلي السيد محمد جعيدي والذي أشار إلى أن نقابته نقابة مواطنة مشاركة ملتزمة مع الحكومة من جهة، والفرقاء الاجتماعيين من جهة أخرى، مع التأكيد على الخروج باتفاق 26 أبريل إلى الوجود وبلورته على أرض الواقع ... وإخراج قانون النقابات لمحاربة التمييع ،إننا - يقول الجعيدي - لسنا ضد الشغيلة لكننا مع العمل المنظم المهيكل الذي تحكمه مجموعة من الضوابط ....وفي معرض حديثه عن بعض القضايا الآنية ندد بالاعتداءات المتكررة على قطاع التكوين المهني من طرف بعض الجهات التي تحارب التعدد النقابي،،وأشار إلى ما تعرض له كاتب نقابة الطاكسيات بالقصر الكبير من تهجم سافر على صدر إحدى الجرائد الوطنية ( الأحداث المغربية ) من قبل جهات لها المصلحة في ذلك لتضييق الخناق،،،كما تحدث عن ما يتعرض له تجار سوق الوهراني من استفزازات .... الفيدرالية الديمقراطية للشغل وكعادتها خلدت العيد العمالي بشارع بئر انزران بمحاذاة مقرها أمام جمهور من منخرطيها الذين رددوا الشعارات التي يؤطرها الشعار العام : "حماية الحريات النقابية دعامة أساسية للخيار الديمقراطي "وهكذا لم يخف السيد عبد الله سعدون شعوره في شأن استمرارية تراجع خدمات المرفق العمومي،، وأن اتفاق 26 أبريل هو المنطلق لتحقيق أي انفراج منشود،، كما أن العمل على الخروج بقانون الإضراب ما هو إلا عملية لتكميم الأفواه، وضرب العمل النقابي والحريات، وتراجع عن المكتسبات، واعتبر - سعدون - أن هناك أولويات: كدمقرطة الحياة العامة ،والتمثيلية الحقيقية للعمال ،ومأسسة الحوار الاجتماعي ، إننا مع التنظيم وتخليق الحياة العامة ...حقيقة أن الحصيلة السابقة لم ترق للمطلوب لكن على الأقل وجب الالتزام بما تم الاتفاق عليه ( اتفاق 26 ابريل 2011 ) ولم يخف السيد سعدون تضامن نقابته مع حاملي الشهادات المعطلين .... . في الوقت الذي تجمهر فيه أعضاء نقابة الاتحاد المغربي للشغل بساحة الحسن الثاني مرددين الشعارات المناوئة للسياسات المتبعة، أشار السيد أحمد المودن الكاتب المحلي في تصريح لنا :....انه من خلال المجلس الوطني الأخير للنقابة تمت الإشارة إلى عدم جدية الحوار مع الحكومة، ربما لقلة التجربة – يقول المودن - عند هذه الأخيرة والتي دعت إلى تفيعيل قانون للإضراب،، إن الرهانات التي تنتظر المغاربة كثيرة خصوصا بعد الربيع العربي وبعد الدستور الجديد، فكان من الأجدى تأخير قانون الإضراب هذا،، لأنه ليس من الأولويات كمحاربة ناهبي المال العام ،محاربة اقتصاد الريع، فليس من المصلحة الاصطدام مع الطبقة العاملة لأننا بذلك لن نذهب بعيدا، فالمغاربة ينتظرون العمل على الدفع بعجلة الإصلاح، والرفع من القدرة الشرائية للمواطنين ،واعتبر قانون الاضطراب خطوة في غير محلها .... وبساحة مولاي المهدي كان لمنخرطي الاتحاد الوطني للشغل موعد مع تجمعهم الخطابي وسط كلمات بالمناسبة وقد اتصلنا بالسيد عبد المجيد أمين الذي لم يخف شعوره في التعبير عن إحساسه وهو يخلد العيد الاممي فاتح ماي لهذه السنة في ظل حكومة جديدة ودستور جديد ،وهبوب رياح الربيع العربي، والأمل لتحقيق مكاسب تحت شعار مواصلة الإصلاحات في جو من الشفافية ..وأشاد السيد – أمين- بنضالات الجماعات المحلية وتضحياتها،، وبخصوص قانون الإضراب أكد على ضرورة تطبيق ما جاء في الدستور الجديد مع الحفاظ على سير المرفق العمومي وحقوق العاملين .. تحية النضال والصمود ضد التفقير والاستبداد عبارة استهل بها ممثل المنظمة الديمقراطية للشغل السيد : عبد البصير السمعلي كلمته بالمناسبة، وسط جمع من المناضلين المحليين والقادمين من مدن : طنجة، تطوان، الشاون، وزان ،..بساحة السلام ( حديقة السلام سابقا ) والذي أدلى لنا بتصريح اعتبر فيه الحوار الاجتماعي مغشوشا في غياب الفاعلين الحقيقيين...مع رفضه للابتزاز الحكومي وضرب مصالح الموظفين ،وضرورة القضاء على مظاهر التهميش ...واعتبر صوت نقابته يرتفع على صوت كل النقابات لأنه صوت الحقيقة...