ما فتئ سكان حي الدالية المجاور لميناء طنجة المتوسط يعبرون عن تدمرهم وتظلمهم من ظاهرة التوقف الجماعي لشاحنات النقل الدولي العاملة بالميناء وسط الحي على واجهتي الطريق الرئيسي الرابط بين القصر الصغير و الفنيدق، حيث تتجمع يوميا العشرات من الشاحنات على امتداد 24 ساعة في حالة مستمرة مثيرة الهلع في النفوس بسبب أزيز المحركات وجلبة السائقين الذي يتخذون من المقصورات أماكن للإيواء بدلا من التوقف بالموقف الخاص المعد لاستقبال الشاحنات بجوار الميناء ، وهو مكان مناسب ومجهز بالوسائل الضرورية . هذا فضلا عما يرافق تواجد الشاحنات من أضرار وسلبيات لا حصر لها ، فهي من جهة تشكل خطرا دائما على حركة السير والمرور بسبب ضيق الطريق، وتواجد القرية وسط منعرج خطير، الأمر الذي يتسبب في وقوع حوادث السير ، كما يخلق صعوبة للراجلين الذين يتعذر عليهم اجتياز الطريق بأمان بسبب حجب الشاحنات للرؤية ، واحتلالها للأرصفة وأماكن مرور الراجلين، وذلك بالإضافة إلى ما تلحقه بالسكان من مضايقات ، وأضرار لها صلة بالتلوث ، النتاج عن إلقاء النفايات ، والتبول والتغوط على مقربة من المنازل وأمام أعين السكان ، مما يتسبب في حدوث النزاعات المسترمة. كما لا يمكن إغفال التأثير السلبي لهذا المشكل على محيط منطقة الدالية ككل التي تعد منطقة سياحية بامتياز ، فبسبب هذا الاحتلال العشوائي ، يختفي المشهد البانورامي لشاطئ الدالية المطل على البوغاز، كما لم يعد في مقدور المسافرين والسياح التوقف بعين المكان من أجل التنزه والإطلالة على البحر، ونفس الأمر ينطبق المحلات التجارية التي تحتل الواجهة إذ تظل غارقة خلف الهياكل الضخمة للشاحنات، كما ينعدم بالقرب منها أي مكان لتوقف السيارات العابرة ، مما يؤثر سلبا على النشاط التجاري والسياحي للسكان . والغريب أن هذه الظاهرة قد تنامت أمام أعين رجال الدرك المتواجدين بعين المكان دون أن يحركوا ساكنا من أجل الحد من الفوضى وحماية السكان وإبعاد الخطر عنهم وعن مستعملي الطريق العمومي .