بدعم من وزارة الثقافة نظمت جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية في سمرها الأول ضمن فعاليات مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة في نسخته الخامسة التي تنعقد تحت عنوان "تجليات البعد الصوفي في الفنون الجبلية" ما بين الفترة الممتدة بين 17 و 20 يوليوز الجاري. السمر الأول أحياه الفنان عبد المالك الأندلسي سهرة فنية بمسرح الحداد والذي حمل على عاتقه مشعل أمل الأغنية الجبلية بتجلياتها التي هي نبع الثقافة والأصالة بناحية شمال المملكة وهو بهذا يكون قد نقش اسمه في الذاكرة المغربية لما له من عطاء متميز يجمع ما بين الأصالة والمعاصرة فهو الجسر الذي يصل الماضي بالحاضر ليكون وسيلة لتوثيق هذا الموروث الحضاري والثقافي المبني على السرد الشفوي ليصبح موثقا على يد أحد مشايخ هذا الفن الذي أسدى الكثير خدمة للعيوع والطقطوقة الجبلية. ولأول مرة وربما كان هذا في تاريخ الطرب الجبلي المعاصر قدم جوق نجوم الشمال برآسة عبد المالك الأندلسي وصلة جبلية صامتة وهبها هدية لجمهور المهرجان الذي استمتع كذلك بعرض شيق لمجموعة الحصادة. وفي نهاية السمر الأول حضر الفنان المتمرس المختار العروسي اليملاحي والمعروف بالمختار العروسي بعد غياب طويل ليوحي للجميع بأن مكانه لازال محفوظا في عالم الكبار، والمختار العروسي أحد نجوم العيطة الجبلية وروادها القدامى الذين ساهموا قديما ما بين الستينات والسبعينات في إثراء الخزانة التراثية بسيل من القطع التي لازالت تترددها الألسنة وتحفظها الذاكرة إلى حد الساعة، ونذكر في هذا الباب "السعدية الجبلية" و "أنا موراك أنا قدامك"، وإذ يعتبر المختار العروسي من بين أحد الرواد الأوائل الذين زرعوا النواة الأولى التي ساهمت في جني هذا المحصول من الموروث الموسيقى الجبلي. الصور بعدسة محمد العربي أخديم