علينا أن لا نعبر عن أي انزعاج، ولا أن نبدي أي اندهاش، ونحن نشاهد جحافل من أطفال دار الضمانة تتقاذفهم الأزقة بين أحضان التطرف بكل أنواعه، وتحقنهم الشوارع بجرعات من فيروس الانحراف.... على نيابة وزارة التربية الوطنية بالإقليم أن لا تتساءل حين لا تحقق حربها على الهذر المدرسي الأهداف المرسومة رغم الميزانية الضخمة من المال العام المرصودة لمحاصرة الظاهرة....علينا وعلينا ... ولكن علينا في المقابل أن نقر بأن من زرع الريح فهو حاصد للعاصفة لا محالة. الطفولة الوزانية نالت نصيبا وافرا من التهميش والإقصاء والحرمان منذ عشرات السنين، فلم تحضى بالرعاية الاجتماعية في حدها الأدنى، وظلت مع الأسف الشديد تستفيد من المرافق العمومية على قلتها، التي تركها المستعمر. ولن نبوح سرا إذا قلنا بأن موضوع الطفولة الوزانية لم يشكل يوما انشغالا يؤرق ضمير كل من اغتصب إرادة المواطنين. الوضعية اليوم أصبحت أكثر قتامة إذا قورنت بالقريب من السنوات. فقد انضاف اغلاق باب المسبح البلدي الوحيد في وجه الأطفال، (انضاف) إلى مسلسل هدم وطمس فضاءات يتيمة كانت ترعى وتحتضن شغب أطفال دار الضمانة(دك حديقة الأطفال). للصيف الثالث على التوالي، يجد فلذات كبد الأسر التي تعيش الهشاشة الاجتماعية أنفسهم محرومين من ولوج باب المسبح البلدي التي صدت في وجه الساكنة، من دون أن تقدم الجهات الموكول إليها تدبير هذا المرفق العمومي أي مبرر مقنع ، ومطمئن لكل من اعتاد الاستفادة من خدماته. أطفال وزان لا يعلقون أي أمل على مكونات المجلس البلدي، من أجل أن يضعوا قضيتهم على رأس جدول أعمالهم، لأن هؤلاء الأطفال أعلم من غيرهم بالرياح الملوثة التي حملت غالبيتهم إلى هذه التمثيلية المقدسة. ولكن هذه الطفولة المجروحة ،تأسف للصمت الغريب الذي يلف قضاياها، وفي مقدمتها اغلاق المسبح البلدي، من طرف هيآت المجتمع المدني والحقوقي، التي يدخل هذا الموضوع في صميم مهامها. وتناشد كل من له ذرة من عشق وزان، وأطفال وزان للدخول على الخط من أجل توفير الحد الأدنى ليعيشوا طفولتهم بكل شغبها كباقي أطفال المجتمعات التي لها تاريخ مشرق.