مند الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 29 يونيو تقاطرت على مدينة وزان وفود غفيرة من مريدي الزاوبية الوزانية من مختلف ربوع المملكة ، للتعبير عن نصرتهم لمشروع الدستور وحبهم الكبير لملك البلاد بالتجاوب الصادق لنداء جلالته بالتصويت على مشروع الدستور ب "نعم" ، لتؤكد الزاوية الوزانية أن موقفها هذا نابع من إيمانها الراسخ بأن هذا المشروع الذي يؤسس لمرحلة جديدة من بناء الدولة الحديثة، مع الحفاظ عن هويتها، وترسيخ ثوابتها، وتكريس اختياراتها الديمقراطية، وتعزيزا حرياتها ومكتسباتها الحقوقية، في إطار عقد البيعة الشرعية التي تجمع العرش بالشعب، نحو آفاق المواطنة الفعالة، وإيمانا منها كزاوية صوفية بالقيام بواجبها الديني والوطني ، متكاملة في ذلك مع مختلف مكونات المجتمع المغربي، دون قصد إعطاء هذا الموقف حمولة سياسية أو توجيهية.. هذا وقد خرج مريدي الزاوية الوزانية في مسيرة حاشدة انطلقت على الساعة السادسة والنصف من أمام ضريح مولاي عبد الله الشريف لتجوب معظم شوارع المدينة ، ردد فيها المتظاهرون مريدي ومحبي الزاوية الوزانية عددا من الشعارات المساندة لمشروع الدستور الجديد الذي أعلن عنه الملك محمد السادس في خطاب 17 يونيو، الذي توج بالإعلان عن مشروع دستور جديد، هذا المشروع الوطني الذي يجعل من المغرب شجرة ثابتة، تضرب جذور هويتها الإسلامية، المالكية، السمحة، عميقا، وترتفع أغصان حضارتها عاليا في تناغم مع المواثيق والقيم الكونية، من أجل التعبير الروحي والوطني الصادق الداعم للتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد للمملكة . وقد عبرت الزاوية الوزانية في إشارات واضحة عن استجابتها لنداء الوطن بالمساهمة الايجابية في هذه العملية الإصلاحية للدستور لِما فيها مِن بشاراتٍ بالخير العميم على بلادنا مستقبلا، وأولُ الغيث قطرةٌ كما يقولون، وما أعظمَ بركاتِ هذه القطرةِ وتؤكد أنَّ التصويتَ بنعم، يُحقِّق مقصداً عظيماً من مقاصد الدِّين الإسلامي، يتمثل في حفظ حقوقِ الناس، ودفْع المكروهِ عنهم، وجمْعِ كلِمتِهم، وسَدِّ الباب في وجه كلِّ مَن يريد طَرقَ مسالك الشر والفتنة، وفي هذا وحده خيرٌ عظيمٌ. وتجدر الإشارة أن المسيرة التحق بها المئات من ساكنة مدينة وزان، غير أن المناسبة لم تفت بعض الهيئات السياسية المعروفة بالمدينة التي استغلت المسيرة لتندس كعادتها لتمرير خطاباتها المستهلكة ، واستجداء عطف العطف السياسي ومباركة الزاوية الوزانية في حملة مبكرة لاستطاب مريدي ومحبي الزاوية الوزانية وساكنة وزان عموما في أفق الاستحقاقات الانتخابية القادمة .