تحت شعار:"لنجد المتطوع بداخلنا" خلدت المجموعة الدولية يوم 15 ماي الأخير ،اليوم العالمي لحركة الهلال الأحمر والصليب الدولي. جمعية الهلال الأحمر المغربي،ذات الحضور المتميز والنشيط ضمن هذه المنظمة الدولية منذ انخراطها بها سنة 1958 ،اختارت هذه السنة مشاركة المجموعة الكونية احتفالها بهذه المناسبة تنظيم عدة فعاليات متنوعة غطت مساحة زمنية امتدت من 8 ماي إلى 15 منه،كما مسحت هذه الأنشطة كل بقع المملكة ،حضرية كانت أو قروية ،التي توجد بها مكاتب نشيطة لهذه الجمعية الإنسانية.لكن مدينة وزان وكما هي العادة ستشكل الإستثناء،بحيث لا ولم تلمس الساكنة يوما أي حضور لهذه الجمعية.لماذا؟ ذلك ما سوف نحاول التعرف عليه. إذا كان الهلال الأحمر المغربي جمعية ينظمها نفس القانون الذي تخضع له مختلف الجمعيات،فإن تميزها الوحيد يتجلى في أهدافها التي تتحدد في تقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية للمواطنين بدون ميز،ومساهماتها في عمليات الإغاثة والإسعاف على مستوى الكوارث الطبيعية،وتكوينها لأطر متخصصة في الإسعافات الأولية والإغاثة،فإن فرع وزان مع كل أسف ظل بعيدا عن تحقيق هذه الغايات النبيلة ،لأن السلطة اختارت دائما تقديم هذه الجمعية على أنها مقدسة، ولم تسمح يوما بأن ينخرط في صفوفها إلا من تلبسه رضاها،وظلت تفبرك مكاتب الجمعية على مقاساتها.وقد أكد لنا أكثر من مصدر بأن عمليات تنصيب هذه المكاتب تمت دائما في حلقة ضيقة بمكتب الباشاوات السابقين من دون تقديم أي تقرير، أدبيا كان أو ماليا. المكتب الحالي الذي لا أحد يعلم من هم أعضاؤه،يضيف مصدرنا ،استنفد مدته القانونية منذ زمان بعد أن شل الجمعية وأدخلها قسم الإنعاش،وأحاط ماليتها بجدار سميك لا تخترقه أشعة الشفافية،وقزم حضورها في فضائها الإنساني والاجتماعي العريض،فلا هو عرف بها لدى الشباب،ولا هؤلاء الشبان استفادو من التكوين في مجال الإغاثة والإسعاف،ولا عمق فيهم ثقافة التطوع،ولا حفز الساكنة على احتضان هذه المنظمة ودعمها باعتبارها منهم وإليهم، ولا وسع شبكة خدماتها،ولا طرق الأبواب من أجل تعزيز المدينة بمصحة تابعة للهلال الأحمر كما هو الشأن بمدينة القصر الكبير،ولا........ أما بعد: وزان ترقت إلى إقليم يدير شؤونه عامل أدى القسم بين يدي الملك الذي حدد العناصر الكبرى للمفهوم الجديد للسلطة في بداية عهده،وأرسل جلالته أكثر من إشارة وفي أكثر من مناسبة على أن لا يعلو شيئا أو شخصا على القانون،وربط في خطابه التاريخي ليوم 9 مارس الأخير (ربط) المسؤولية بالمحاسبة.انطلاقا من كل هذا فإن الإدارة الترابية الإقليمية مدعوة إلى فتح ملف فرع الهلال الأحمر بوزان،وذلك بتسليط الأضواء الكاشفة على كل مناطقه المعتمة(مالية وأدبية)،وتحديد المسؤوليات،والتفكير بجانب الفعاليات الحقيقية في وضع الآليات المصاحبة لبناء الثقة التي ستجعل هذه المنظمة محليا تتصالح مع محيطها الإنساني.