يحتفل الهلال الأحمر المغربي من 8 إلى 15 ماي الجاري بأسبوعه الوطني، الذي يصادف اليوم العالمي لحركة الهلال الأحمر والصليب الأحمر الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "البحث عن المتطوع داخلك"، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة، من بينها حملات طبية اجتماعية لفائدة الأشخاص المعوزين. واعتبرت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة، رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي، في كلمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر والأسبوع الوطني للهلال الأحمر المغربي، أن الشعار الذي اختارته الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للاحتفال بذكرى 8 ماي من هذه السنة، "يأتي ليكرس بشكل لافت ضرورة تجاوز معايير الربح والمردودية للارتقاء بالتطوع كأسمى تعبير عن التضامن الإنساني ونكران الذات". وعبرت سموها عن الاعتزاز بالتنويه الذي لاقاه متطوعو منظمة الهلال الأحمر المغربي على إثر مساهمتهم الفعالة والحاسمة في تدبير عدد وافر من حالات الاستعجال، حيث شارك أزيد من 500 متطوع في تدبير تداعيات الفيضانات التي عرفتها مناطق الغرب، وأزيد من 260 متطوعا لتقديم المساعدة لضحايا فيضانات الدارالبيضاء، علاوة على مساهمة ما يناهز 400 متطوع في مساعدة أفراد الجالية المغربية العائدين من ليبيا. وذكرت بأنه يتم في مثل هذه الحالات، رصد عدد من الوسائل اللوجيستية مثل سيارات إسعاف ووحدات متنقلة للعلاج وأدوية ومساعدات عينية متنوعة إلى جانب العمل الإنساني والدعم النفسي الذي يقدمه متطوعو المنظمة. وأشارت صاحبة السمو الملكي إلى أن متطوعي الهلال الأحمر المغربي انخرطوا بنفس الحماس في دعم برامج وزارة الصحة من خلال تقريب خدمات مراكزه المتعددة من المستفيدين والمساهمة في حملات التوعية والتحسيس للتصدي لمجموعة من الأمراض. وبعد أن أكدت على ضرورة العمل على حماية الدور الأساسي الذي يؤديه المتطوعون والاعتراف به ومأسسة وضعه، أبرزت صاحبة السمو الملكي أن استراتيجية 2020 للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاءت لتؤكد على الدور المحوري للمتطوعين، باعتبارهم إحدى الركائز الرئيسية لتنفيذ هذه الاستراتيجية التي تعبر عن إرادة مشتركة لتخطي التحديات المطروحة على البشرية جمعاء. وتجاوبا مع هذا التوجه، تضيف سمو الأميرة، أولى المخطط الاستراتيجي لمنظمة الهلال الأحمر المغربي مكانة خاصة لتكوين المتطوعين، حيث تمت برمجة الانتقال من تكوين 10 آلاف متطوع في السنة إلى 15 ألف متطوع على المدى المتوسط والبعيد، مما يسمح لنا بالاقتراب من الهدف الأسمى للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والذي يصبو إلى أن تتوفر كل عائلة على متطوع مسعف. وأشادت، في هذا الصدد، ب"جهود مختلف أجهزة منظمتنا التي تمكنت من اكتساب احترام وتقدير مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر"، مبرزة أن تكليفها برئاسة لجنة تدبير الكوارث، التي تمثل إحدى أهم لجان الاتحاد الدولي، يعد تجليا واضحيا للمكانة المميزة التي أصبحت تحتلها المنظمة. وأكدت صاحبة السمو الملكي أن الدينامية التنموية التي يعيشها المغرب منذ تولي جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين تعتبر حافزا إضافيا على مسايرة الورش الكبير للتنمية البشرية الذي وضع أسسه جلالة الملك، مع الحرص على التوفيق بين مشاريع التنمية والتهيئة الكبرى المهيكلة ومشاريع القرب التي تحرص على توسيع قاعدة المستفيدين من هذه التنمية. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أنه حرصا من المنظمة على مسايرة هذا الورش الكبير الذي يعتمد الجهوية كمنهاج في مقاربات التنمية، بادرت المنظمة إلى إدخال تعديلات على قانونها الأساسي، تقضي بإحداث مكاتب جهوية تنسق تدخلات المكاتب الإقليمية الموجودة في نطاق نفوذها الترابي، وتضع مخططات استراتيجية تعمل على تكامل وانسجام المبادرات المتخذة على المستوى الجهوي. وشددت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة على أن المنظمة تتطلع، في ظل هذا التوجه، إلى الارتقاء إلى المستوى الذي يؤهلها للاضطلاع بكامل مهامها كرافعة أساسية للتنمية البشرية المستدامة.