انسجاما مع الدعوة التي وجهتها الجمعية، المطالبة بالاستمرار في الاحتجاج إلى حين رحيل الشركة الاستعمارية أمانديس، صاحبة الامتياز في صفقة التدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء، نظٌمت الجماهير بالمدينة وقفة احتجاجية بباب مقر قصر البلدية، هذه الوقفة التي حضرها المئات من المواطنين من مختلف الأعمار، رددوا خلالها مختلف الشعارات لمدة فاقت الساعتين، شعارات ركٌزت بشكل كبير على غلاء المعيشة، وعلى ارتفاع فواتير الماء والكهرباء.. مُدينة ومُستنكرة حالة التخريب التي تعرفها المدارس والثانويات والمستشفيات والعديد من القطاعات. وفي نفس السياق رفعت شعارات منددة بالرشوة التي عمٌت جميع المصالح، وعلى رأسها الكوميساريات حيث يتعرض المواطن للابتزاز حين ولوجه لمصلحة تجديد البطاقة الوطنية.. كذلك الشأن بالنسبة للمستشفيات التي عٌطٌلت بها أجهزة السكانير، وبالجامعة حيث أصبح مدير الحي الجامعي سمسارا في غرف السكن الخاصة بالطلبة. وفي جو من الانضباط والتنظيم المحكم استمرت الوقفة وتخللتها كلمات ألقاها المنسق المحلي الذي طالب في كلمته بفسخ العقدة مع جميع شركات الخوصصة أمانديس، أوطاسا وتكميد، مطالبا الساكنة بالاستمرار في الاحتجاج، وبعدم تأدية الفواتير إلى حين رحيل أمانديس. وقد ذكٌر في كلمته بأوضاع الشباب العاطل، وبأوضاع الحريات، مسجلا تضامنه مع جميع المعتقلين بمن فيهم معتقلي 20 فبراير.. ومشيرا في نفس الوقت للنتائج الإيجابية التي حققتها احتجاجات المواطنين وثورات الشعوب في المنطقة. فإلى جانب حملات التشغيل وإقرار الرفع في أجور المواطنين وفي الحد الأدنى للأجور، وفي المعاشات، وإطلاق سراح بعض المعتقلين، وعزل الضابط الجلاد "الشدٌادي".. كلها مكتسبات وجب صيانتها وتكريسها خدمة لطموحات شعبنا المناضل من أجل مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مغرب يقطع مع عهد الاستبداد، عهد الدولة البوليسية، دولة المنع والقمع والاعتقال التي لا تتوانى في استعمال جميع أجهزتها للتدخل بهمجية، ووحشية ضد كل من سولت له نفسه الاحتجاج والمطالبة بحقوقه البسيطة والمشروعة.