لاشيء ينتابك وأنت تقصد فرعية تابعة لمجموعة مدارس تازروت، غير الخوف والذعر ويا ليت الأمر يتعلق بمدرسة تقبع في كهوف جبال الأطلس أو فيافي الصحراء بل إن الأمر يتعلق بمؤسسة توجد على مسافة 14 كيلومتر أو أقل من نقطة سبيرادا على الطريق الوطنية الرابطة بين طنجة وتطوان. هاته المجموعة تضم عدة أساتذة يصل عددهم إلى 12 أستاذا موزعين على مركزية و 5 فرعيات، وتضم فرعية اشتاونة ثلاثة أساتذة. ورغم تعاقب الزيارات لبعض اللجان المكلفين بوضعية المدرسة إلا أنها لم تسمن ولا تغني من جوع، الشيء الذي ينعكس سلبا على نفوس التلاميذ هؤلاء يفضلون رعي الغنم والجلوس في منازلهم أهون لهم من الدراسة في وضعية كهاته، خصوصا عندما يلبس الجو برودته والريح هيجانه، إذ لا منافذ تغيثهم من حر الشمس ولا قر البرد . ورغم المجهودات التي يبذلها بعض الأساتذة للتلاميذ كالقيام ببعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية والترفيهية الرامية إلى غرس مبادئ العلم في نفوس التلاميذ إلا أن الوضع الكارثي لهاته المؤسسة يقف حدا منيعا من مواصلة هذا العمل النبيل، بل إن إحدى الجمعيات قامت بعقد شراكة مع النيابة التعليمية بهدف تقديم دروس في محو الامية والتربية غير النظامية لفائدة ساكنة الدوار، لكنها لم تواكب عملها نظرا للحالة المزرية لهاته المؤسسة التي تحتاج إلى مؤسسة. وللإشارة فهذا الدوار يعرف كثافة سكانية مهمة ويعد من أكبر الدواوير بجماعة البغاغزة. فإلى متى ياترى ستصل أعين المراقبين إلى تلك المنطقة؟ وأين هي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من هذا الأمر؟ وإذا كان قطار التنمية لا يصل إلى العالم القروي ؟ فمن يقف وراء تعطيل عجلة التنمية بالمنطقة ؟