المشهد الأول : مواطنان مغربيان يشتغلان بإحدى شركات مدينة طنجة يتجاذبان أطراف الحديث حول المظاهرات وبالأخص مظاهرة يوم الأحد 6 مارس ، الموطن الأول يسأل" هل ستشارك في مظاهرات 6 مارس بطنجة ؟ " يجيبه الثاني بنوع من عدم الإكترات " صراحة لا أعتقد أني سأشارك !!! يسأله المواطن الثاني مرة أخرى " لما ؟" يقول المواطن الثاني " أنا أعيش في ظروف حسنة ،لدي راتب جيد وسكن خاص لماذا سأشارك ؟ ثم يضيف" شخصيا سمعت بدعوات الإحتجاج لكني عادة أفضل النوم على التعاطي والتجاوب مع هذه الحركات " يصمت المواطن الأول فيسود الصمت المطبق . المشهد الثاني : امرأة تصعد الحافلة العمومية بطنجة يسألها السائق حول وجهتها المحتملة فتقول له " بني مكادة " يجيبها السائق بأسف " سيدتي الشعب يحتج هناك وخط السير تغير مؤقتا "ترد عليه المرأة مجددا " إذن أنزلني بمكان قريب " داخل الحافلة يجلس شاب ممسكا هاتفه النقال يتكلم مطولا بعبارات حب توحي أنه يحادث فتاة وقربه شيخ ينظر إليه باستغراب بعد أن همس لراكب قربه قائلا " الله يستر شباب اليوم رفع عنهم الحياء " . المشهد الثالث : الرابعة عصرا جميع المحلات التجارية أغلقت أبوابها يتساءل عدد من المارة " ماذا هناك ؟" يقول " أخرون" إنها عدوى الإحتجاجات " على جنبات ساحة بني مكادة يتجمهر عدد من المواطنيين بينما تطوقها عناصر امنية من مختلف الرتب مجهزة بالهروات والخودات الواقية والدروع بزي رسمي ومدني وتمنع الولوج إليها بالكامل وأخرون يحاصرون مداخل الأحياء القريبة بالمخازنية والشرطة والمخبرين والسيارات التي كانت تطلق صفارتها بين الفينة والأخرى ، والناس ينظرون إليهم بذهول شديد دون هتاف أو شعار وأخرون يتابعون المشهد من اسطح المنازل وكأنه فيلم وأخرون ايضا غير عابئين بما يحدث ويتحركون بشكل اعتيادي . المشهد الرابع : عناصر شرطة يقسمون المكان لتجمعات صغيرة مفصولة بسيارات الشرطة وسلاسل مكونة من المخازنية ويشرعون في التسخينات واستعراض العضلات والإبتسام بسخرية ثم يبدأون بتفريق المتجمهرين بدون عنف قائلين " السي سير فحالك " لكن بعد برهة يهجم المخازنية على حشد من المتجمهرين حيث يفرون في كل الإتجاهات بينما تلتقطهم عناصر أخرى بزي مدني وأخرون يتفرجون قائلين " وجبة المخزن بدأت الأن " . الناس في طنجة يتساءلون " إذا كنا على باطل والمخزن على حق فلماذا هذه العسكرة للشوارع ؟ ولماذا هذا الرعب الذي يخفيه المخزن بحشوده الأمنية ؟وإذا كنا على حق والمخزن على باطل فلماذا يفضل البعض منصة المتفرج بينما ينزل أخرون لمسرح الضرب والإهانة وحتى السجن ؟ . حقا غريب أمر هذا الشعب !!!. [email protected]