زار السيد مولاي مصطفى الإدريسي الكاتب العام لعمالة الخميسات حي الشهداء على مستوى شارع محمد الخامس وذلك للوقوف عن كثب على الأضرار التي ألحقتها الفيضانات الأخيرة بهذا الحي وممتلكاتهم , ووجه سيادته تعليمات صارمة لتقديم المساعدات العاجلة لهم، وفي كلمة مؤثرة مع ساكنة الحي قال مولاي المصطفى الرجل الثاني بعمالة الخميسات , انه لمن الصعوبة بمكان أن يعبر المرء عن شعوره إزاء كارثة مأساوية كهذه , ولقد جئت لأعبر عن تعاطفي معكم نيابة عن السيد عامل إقليمالخميسات السيد حسن فاتح الذي تم تعيينه البارحة , ولعل أقدامه حملت الخير لهذا الإقليم , وان أرى بنفسي ما حل بهذا الحي ، فكونوا على ثقة أن السلطات الإقليمية ستبذل أقصى الجهود لمعالجة آثار هذه المأساة , وسيكون همنا الأول تحسين أوضاعكم من كل النواحي , وسنضع تضحياتكم نصب أعيننا وسنجتاز معاً هذه المحنة بإذن الله. هذا وقد عبر سكان حي الشهداء عن عميق الامتنان للسيد الكاتب العام لتعاطفه مع ذوي الضحايا وعموم أبناء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استرجاع أراضينا الجنوبية وحرصهم على وحدتنا الترابية , ومما زاد اطمئنان هذه الشريحة العريضة من جموع المواطنين لباس الكاتب العام بأحذية بلاستيكية ومعطف بلاستيكي إلا حدود منتصف الليل وهو واقف على حجم الأضرار التي تعرض لها السكان ، كما حاول الاستماع إلى تقرير مفصل حول سير العمل الإغاثي وتابع أحوال الأسر التي أصبحت تعيش بين عشية وضحاها وسط الماء , ورغم ذلك استطاعت هذه الساكنة , ووسط هذه الأجواء أن تضايف الرجل الثاني بهذه العمالة وتقدم له خبز من حصاة ملح وزيت لتشاركه الطعام وهي تردد هذه العبارة الأليمة بلغة العامية ( أنت أولدي ما درتي لينا والو حتى أنت عاد جيتي ). ومن خلال هذه العبارة يتضح أن القصد من الكلام يتجه صوب بعض الرؤساء السابقين الذين اغتنوا على حساب هذه الشريحة من المساكين والمحتاجين وأبناء السبيل .