بالرغم من مرور عدة سنوات على التحاق مدشر مديونة بالمدار الحضري التابع لمقاطعة طنجة المدينة، وهي أقدم بلدية في المغرب ، فلا زالت هذه القرية الجميلة المطلة من أعلى الجبل الكبير على شاطئ أشقار، وأمواج المحيط الأطلسي في أحد أهم قمم بوغاز جبل طارق، المحاطة بالغطاء الغابوي المتنوع، لا زال وضعها الاجتماعي والعمراني يذكر بحالة الدواوير في المناطق القروية المعزولة التي تفتقر إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية والمرافق العامة التي تسهل ظروف الحياة وتخلق قيمة مضافة لحياة الساكنة، فالقرية تعيش في ظلام دامس بسبب العطل المستمر لشبكة الإنارة العمومية، كما تنعدم بها الطرق المعبدة والمنظمة، فلا زال السكان يتحركون داخل مسالك وعرة مملوءة بالحفر والأحجار الحادة، بحكم تواجد الحي فوق منحدر صخري، حيث يتنقلون بصعوبة بين أعلى القرية وأسفلها. كما تفتقر إلى شبكة التطهير، والربط بشبكة الماء الشروب مما جعل الساكنة التي تقدر بأزيد من 500 أسرة تعتمد على ماء العيون التي تفتقر إلى شروط السلامة الصحية بسبب سريان منابيعها تحت المباني السكنية، مما يطرح احتمالات اختلاط مائها بإفرازات الصرف الصحي العشوائي بالمنطقة، أو الاعتماد من جانب آخر خلال الموسم الصيفي على الخزانات المائية التي تتولى الجماعة تعبئتها بين الفينة والأخرى. كما أن المنطقة شبه معزولة بسب البعد عن مركز المدينة بأزيد من عشرة كيلومترات، وعدم وجود منفذ طرقي على طريق أشقار الرئيسي. وعلى العموم فإن هذه القرية الملحقة بالمدار الحضري تفتقر كليا إلى أبسط المرافق الضرورية، علما أنها محاطة بالأراضي السلالية التي يمكن استثمارها في توفير العقارات الخاصة بخلق المرافق قبل فوات الأوان وقبل أن يستنزف العقار العمومي . ولعل المرفق الفريد الذي تتوفرعليه القرية هو مبنى المركز الأمني المعطل الذي لم يتم استعماله لعدة سنوات منذ تشييده عند مدخل القرية، وكذلك المدرسة "الأضحوكة" التي تشكل وصمة عار في جبين المسؤولين، بعد تحولها إلى مجرد أطلال خربة بفعل الإهمال وانعدام الصيانة. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة تشهد استقطابا مهما للمستثمرين ، وللوافدين الجدد الذين يتهافتون على اقتناء العقار بكل الوسائل من أجل إعداد سكن مريح ، والتمتع بجمالية الموقع.