غادر بيتر اليفنجر دبي قبل ساعة من اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح على متن طائرة نقلته إلى مدينة ميونيخ الألمانية عبر الدوحة، مستخدما جواز سفر فرنسيا تقول السلطات الفرنسية إنه "مزور"، نافية علاقتها ب"قائد العملية" المفترض، كما تطلق عليه السلطات الإماراتية. هذا في الوقت الذي ذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تأكيده على عدم تورط فرنسا بمقتل المبحوح إلى حد إدانة العملية التي أسمتها وسائل إعلام "دبي جيت". وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس الإثنين 22-2-2010: "تحدثنا مع وزير الخارجية الإماراتي في الأمر، وفرنسا تدين كل عمليات الاغتيال، خاصة تلك العملية التي لا يوجد ما يبررها، وتمت في بلد معروف بتعاونه وتقريبه بين الشعوب". واتهم مسئولون في دولة الإمارات العربية المتحدة جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف وراء اغتيال المبحوح في فندق بمدينة دبي يوم 20 – 1 – 2010. "القائد المفترض".. فرنسي؟ وحول هوية قائد العملية المفترض، قال برنار فالرو الناطق باسم الخارجية الفرنسية للصحفيين: إن "صاحب جواز بيتر اليفنجر غير مسجل في سجلات السفر الفرنسية وهو جواز مزور"، و لم يوضح فالرو ما إذا كان رقم الجواز الذي حمله بيتر اليفنجر الذي يحمل رقم 462481 صحيحا أم لا، وإذا ما كان يوجد شخص بالفعل يحمل هذا الاسم ومولود في باريس بتاريخ 10 أكتوبر 1960 كما هو مدون على جواز بيتر اليفنجر. وقال الصحفي الفرنسي في الشئون الاستخباراتية أمانويل بروسكي في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "شخصية بيتر اليفنجر وكما قدمه الشريط الذي بثته السلطات الإماراتية تثبت فعلا أنه لعب دورا محوريا في تنظيم العملية والتنسيق بين كل عناصر مجموعة القتل". وأضاف المحلل أن "كراء (تأجير) الشقة رقم 237 المواجهة لشقة المبحوح وإعطاءه حقيبة لأحد المشاركين في العملية يفترض أنها كانت تحتوي على أدوات عملية الاغتيال ومغادرته دبي قبيل عملية الاغتيال تعطي انطباعا قويا أنه كان المنسق الرئيسي لعملية الاغتيال فعلا". وقدم بيتر اليفنجر إلى مدينة دبي الساعة الثانية والنصف صباحا من يوم 19 يناير وغادرها يوم 20 الساعة 19 و30 دقيقة من نفس الشهر، بعد أن حجز الغرفة المواجهة لغرفة المبحوح، وبعد أن سلم حقيبة إلى المدعو كيفن. وعن اختيار اسمه ولقبه في جواز السفر, قال بروسكي: "لقب اليفنجر متداول في فرنسا، ولكن الاسم بيتر يبدو نادرا، وهو اسم يحمل طابعا جرمانيا وإنجليزيا أكثر مما هو فرنسي، ولكن في بلد مختلط الأعراق وفيه الكثير من موجات الهجرة مثل فرنسا فإن هذا الاسم لا يثير الكثير من الانتباه". وحول استعمال الجواز "المزور"، قال الصحفي الفرنسي: "الموساد يميل إلى استعمال جوازات سفر تعود للبلدان الناطقة بالإنجليزية؛ لأهمية اللغة الإنجليزية في إسرائيل بشكل عام، والحماية التي توفرها جوازات السفر البريطانية بشكل خاص". "دبي جيت" ومن جهتها، أطلقت جريدة "لوموند" الفرنسية على عملية دبي تسمية "دبي جيت" في إشارة إلى الفشل الذي رافقها على الرغم من إتمام اغتيال المبحوح، ولم يتردد المحلل السياسي في جريدة "لوفيجارو" الفرنسية بيير اسولين في اعتبار أن "استعمال جوازات السفر الأوروبية يزيد من الشكوك حول إمكانية تعاون المخابرات في البلدان الأوروبية مع جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد". وقال اسولين: "استعمال جوازات السفر الأوروبية سيكون له أثر سلبي في أي تعاون استخباراتي أوروبي مع الدولة العبرية، فضلا عن المشاكل الدبلوماسية والسياسية نتيجة هذا الاستعمال". وأدان وزراء الاتحاد الأوروبي المجتمعون في العاصمة البلجيكية بروكسيل الإثنين 22- 2-2010 عملية اغتيال محمود المبحوح واستعمال جوازات أوروبية "مزورة" في ارتكاب العملية، ولم يسم بيان الاتحاد الأوروبي "إسرائيل" بالاسم. وقال بيان وزراء الخارجية إن أربعة تحقيقات تجري في أربعة بلدان أوروبية مختلفة حول قضية استعمال الجوازات. من جهته، قال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي إبان لقائه بوزيري خارجيتي بريطانيا وأيرلندا على هامش الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل: إنه "ليس هناك أية معلومة تثبت تورط إسرائيل في هذه القضية"، غير أن جريدة "ذا صاندي تايمز" البريطانية كشفت يوم 21- 2- 2010 أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعطى موافقته على تنفيذ عملية الاغتيال منذ أوائل شهر يناير الماضي.