حجزت السلطات الأمنية قبل أيام، طائرة هيلكوبتر خاصة، تحمل علم دولة أوروبية، في مرفأ السيارات التابع لميناء طنجة (المسافرين)، وأحاطتها بحراسة أمنية وصفت ب المشددة"، في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق بشأنها. ووفق معطيات حصلت عليها" المغربية"، فإن الطائرة المعنية كانت في طريقها إلى المغرب عبر المركز الحدودي لمدينة طنجة، محمولة على متن عربة مجرورة (رومورك)، مرتبطة بشاحنة من الحجم الكبير، قبل أن تحاصرها فرقة خاصة من الجمارك، مسنودة بفرقة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية بالميناء. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن سلطات إنفاذ القانون تبحث في ما إذا كانت الطائرة المذكورة، هي التي رصدتها الأجهزة الأمنية المختصة بواسطة راداراتها، المنتصبة في أعالي جبل طارق، وهي تحلق على علو منخفض في اتجاه جنوب أوروبا، قادمة من شمال المغرب. وتؤكد المعطيات ذاتها أن صورا أخذت للطائرة المحجوزة يجري تحليلها بمختبر البحث الجنائي، التابع للدرك الملكي، بغرض مقارنتها مع تلك التي التقطت عبر رادارات الرصد الجوي للطائرة المشبوهة، التي اقتحمت الأجواء المغربية. ويبحث المحققون في هذه القضية فرضية لجوء مافيا التهريب بالطائرات إلى خطة التصريح ببيانات مزورة، خاصة بدخول طائرات رياضية برا، عبر المراكز الحدودية المغربية والأوروبية، لتعود تلك الطائرات من حيث أتت، جوا، وهي محملة بالحشيش، خاصة بعد تشديد خناق على مافيا "التهريب الأنيق"، إثر التعاون الأمني في هذا المجال بين المغرب وإسبانيا. وفي سياق متصل، أعلنت مصادر من الحرس المدني الإسباني، قبل أسابيع، عن تفكيك شبكة متخصصة في إدخال الحشيش إلى إسبانيا جوا، خلال عملية بمدينة مالقة، مكنت من حجز طائرة صغيرة، واعتقال ستة من أعضاء شبكة منظمة، يحملون الجنسية الإسبانية. وأشارت المصادر إلى أن هذه الشبكة كانت تستخدم طائرات صغيرة لتهريب المخدرات من المغرب في اتجاه إقليم مالقة، جنوبإسبانيا، قبل توزيعها في كافة أنحاء البلاد، وبأوروبا. وكانت السلطات المغربية لفتت انتباه نظيرتها الإسبانية بخصوص عمليات اختراق المجال الجوي للمغرب، من قبل أفراد لهم صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. ولفت وزيرا الداخلية والشؤون الخارجية والتعاون المغربيان انتباه نظيريهما الإسبانيين، في اتصال هاتفي، إلى هذه الظاهرة، التي تشهد تناميا كبيرا، وإلى الخطورة الأمنية، التي تشكلها، سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لإسبانيا، وإلى ضرورة عمل صارم ومنسق بين البلدين، من أجل وضع حد لها. وأبرزت المصادر ذاتها أن هذه العملية، التي نفذتها عناصر من الحرس المدني في مالقة، مكنت من إلقاء القبض على ستة من أعضاء هذه الشبكة، ومتابعة خمسة آخرين في القضية. كما مكنت هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "ثييربا"، من حجز 130 كيلوغراما من الحشيش، وخمس سيارات فاخرة، وطائرات صغيرة، تستخدم في تهريب المخدرات. وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الشبكة كانت تتميز بتنظيم جيد، ويتولى كل واحد من أفرادها مهمة محددة، من قيادة الطائرات الصغيرة، ونقل المخدرات، وتوزيعها. وكانت الشبكة تستخدم لهذا الغرض أحد المطارات الخاصة في بلدة القصرية، بإقليم مالقة.