ستشرع غرفة الجنايات بمحكمة استئناف الرباط ملحقة سلا في مناقشة ملف خلية أبو ياسين السبتاوية بعد أن قررت هيئة الحكم في جلسة سابقة ضم ملف ثلاثة عناصر من الأمن. وكانت مصالح الأمن المغربي قد توصلت بمعلومات عن احتمال تنسيق أفراد إحدى الخلايا الإرهابية مع السجين (ي حيحي) المتابع بتطوان في قضية مخدرات ونشاطهم في إطار عصابة إجرامية مُختصة في سرقات وتزوير السيارات وتهريب المخدرات والإتجار الدولي فيها، مما أدى إلى إيقاف متابعين ليظل البحث متواصلا. وتمت ملاحقة آخرين بعد تأكيد مصالح الأمن عن تفكيك هذا التنظيم الذي كان يشرف عليه المدعو أبو ياسين، والذي حاول بعض مرافقيه توفير التمويل اللازم له بهدف تكوين شبكة إجرامية متخصصة في الإتجار وتهريب المخدرات وسرقة وتزوير أرقام هياكل السيارات تنشط مع شبكات إجرامية أخرى بين إسبانيا والمغرب . وقد أحيلت الدفعة الأولى من المتهمين على قاضي التحقيق بملحقة سلا يوم 29 يونيو 2009، والذي أنهى تحقيقه وأحال الملف على القضاء الجالس/ هيئة الحكم. وكان هذا الملف قد أثار سيلا من المداد عبر وسائل الإعلام بعضها لا علاقته بما يوجد بين دفتي وثائق التحقيق جملة وتفصيلا من قبيل استعمال السيارات المفخخة تبعا لما نتوفر عليه. ونستعرض جانبا من معطيات هذه النازلة حسب صك الاتهام الذي يظل بعضه مجرد بيان للاستئناس (محاضر الشرطة) والآخر يخضع لمحك الفصول القانونية والقناعة الوجدانية لقاضي الحكم وفق ماينص عليه المشرع، مع التأكيد على أن مرحلة المحاكمة يمكن أن تثير جوانب أخرى من الوقائع وشكليات الإجراءات المسطرية، فضلا عن جميع محتويات الملف الذي تم الحديث فيه عن علاقة المتهم أبو ياسين بشخص يسمى المرابط مقيم في سويد ما بين 2003 و 2004 ومتهمين لهم ارتباط بتنظيم القاعدة، وعلاقة سابقة لمتهم آخر بالمتهم الفرنسي روبير (أبو عبد الرحمان) المحكوم بالسجن المؤبد من قبل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط، وهو ما يجعلنا نترقب الكشف عن معطيات لها ارتباط بأشخاص قاطنين بالسويدوإسبانيا ، إضافة إلى الإجابة عن ملاحظتين، الأولى تتعلق بمدى أحقية تدخل إدارة الجمارك للتنصيب كطرف مدني في مثل هذه الملفات، خاصة أمام ظاهرة تزوير صفائح وأرقام السيارات المرقمة بالخارج التي تدخل التراب الوطني، مع إمكانية تدخل المشرع لرفع الغرامات المالية. أما الملاحظة الثانية فتكمن في أن مجموعة من المتهمين في نازلة جماعة »أنصار المهدي« لأميرها المتهم حسن الخطاب انخرطوا في خلايا عرضت على القضاء.. في انتظار الإجابة على هذه الملاحظات نقدم موجزا لبعض التصريحات حسب مصادرها الرسمية حسب ما يسمح به الحيز المكاني بالنظر لزخم التصريحات: من بيع الأعشاب والعسل إلى التعاطي لتهريب السيارات والمخدرات: نُسب إلى المتهم المدعو أبو ياسين خلال البحث التمهيدي أنه بعد خروجه من السجن بتاريخ 16 يوليوز 2008 على إثر قضائه عقوبة سنتين حبسا لتورطه في ملف جماعة »أنصار المهدي« ل أميرها« المتهم حسن الخطاب استقر بمنزله بمدينة تطوان لمدة شهرين كان يسافر خلالها إلى مدينة سبتةالمحتلة لبيع الأعشاب والعسل، إلا أنه استقر بهذه الأخيرة برفقة أسرته (زوجة إسبانية وأربعة أبناء) بعد كرائه شقة ب 200 أورو، وأصبح يتعاطى للتجارة في بعض المواد التقليدية. وتعرف المتهم هناك على ثلاثة أشخاص، الأول يدعى بيتس (م.م العياشي) مُتشبِّع بالفكر التكفيري، والثاني يلقب ب »وهبي« يحمل الجنسية الإسبانية مُتشبِّع بالفكر التكفيري، في حين أن المتهم الثالث الملقب بعبد القادر مغربي يحمل جنسية إسبانية كان قد اقترح عليه تزويده بكمية من مخدر الشيرا بثمن 1300 أورو للكيلوغرام الواحد لكن المتهم رفض لكون الثمن المقترح جد مرتفع، ليقرر التعاطي لتهريب السيارات عبر استغلال علاقته مع ذوي السوابق بمدينة سبتةالمحتلة باعتباره تاجر مخدرات سابق في إسباني!؟... في هذا السياق نسب إليه أنه اقتنى في بداية سنة 2009 سيارة من نوع مرسيدس 240 بثمن 500 أورو والتي تم إدخالها إلى المغرب من طرف المسمى (ع.ع) في شهر أبريل 2009 بمساعدة (ي.ي) حيث قام هذا الأخير، المعروف بتعاطيه لتهريب السيارات وتزوير صفائحها من سبتةالمحتلة إلى مدينة تطوان، بتسجيلها في اسمه مقابل 200 أورو، والتي تم حجزها... كما قام المتهم أبو يايسن باقتناء سيارة من نفس النوع بمبلغ 1000 أورو من طرف إسباني من مدينة مالقة بواسطة عقد وعد بالبيع، إلا أنه في انتظار إيجاد من يشتريها منه ليبيعها في المغرب بواسطة بطاقة رمادية مغربية مزورة ربط الاتصال بالمدعو »تشاطارا« المعروف بتعاطيه للتزوير على مستوى سبتةالمحتلة، إذ تكلف باستبدال صفائحها المعدنية... ودائما تبعا لنفس المصدر فإن المتهم قرر في شهر مارس 2009 الاتجار في المخدرات بين المغرب وإسبانيا وغير هندامه بلباس عصري، وأمر زوجته بالتخلي عن ارتداء النقاب ... ورافق أخويْه عبر سيارة مرسيدس 240 في اتجاه المغرب، حيث زار منطقة باب برد ومناطق أخرى للتقصي عن ثمن مخدر الشيرا والوسائل المتبعة في نقله... ... سرقة السيارات: أشار المتهم - تمهيديا - أنه في غضون شهري فبراير ومارس 2009 زاره المسمى العياشي و(ي.ح) بالجزيرة الخضراء واتفقوا على سرقة سيارة من نوع مرسيدس 300 وبيعها في سبتة السليبة نظرا لحالته المادية المزرية... مبرزا أنه كان عند خروجه من السجن بسلا اعتاد تنظيم خطبة الجمعة بمنزله لفائدة زوجته وأبنائه باللغة الإسبانية أو اللهجة المغربية والتي كانت تتمحور حول مفاهيم الجهاد... سلفي جهادي في السويد.. والحث على الالتحاق بالعراق: تحدث المتهم أبو ياسين عن فترة إقامته بالسويد خلال فترة مارس 2003 ويوليوز 2004 وتعرُّفه عن السلفي الجهادي فريد المرابط الذي ساعده بمبلغ 5 آلاف كرون (عملة سويدية) وتشغيله بمحل تجاري بشكل مؤقت، والذي عرفه مع توالي اللقاءات عن كل من محمد اليوسفي ومحمد مومو ورشيد قربي ومحمد واعزيز، حيث كانوا يناقشون مواضيع ذات صبغة جهادية، خصوصا ما يتعلق بضرورة الالتحاق بتنظيم القاعدة في العراق. وكان المتهم قد رجع إلى المغرب لعدم تمكنه من تسوية وضعية إقامته في السويد إبان شهر يوليوز 2004 ليعود إليها من جديد ويقيم عند المسمى الهيلالي في انتظار تسوية أوراقه من خلال الزواج بسويدية مسلمة ليتم ترحيله إلى المغرب مرة أخرى... وظل المتهم على علاقة بالمسمى المرابط حتى بعد اعتقاله بسجن سلا ومغادرته أسواره (2007 و2008 و2009)، حيث أرسل هذا الأخير رفقة المسمى م. اليوسفي مبلغ 400 أورو و600 أورو عن طريق وكالة وستريونيون كما سبق أن توصل بمبلغ 9 آلاف درهم.