أجرينا حوارا مع عماد بنهميج "منسق حركة 20 فبراير من أجل الكرامة بتطوان" تناولنا فيه نشأة الحركة بتطوان و تظاهرة 20 فبراير بتطوان وما رافقها من أحداث و كذا قراءتهم للخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس في التاسع من الشهر الجاري .اليكم الحوار كيف جاء تأسيس "حركة شباب 20 فبراير من أجل الكرامة تنسيقية تطوان والنواحي" ؟ حركة شباب 20 فبراير بتطوان تأسست كباقي الحركات الشبابية التي عرفها المغرب والتي بدأت من العالم الافتراضي خاصة بالفايسبوك والتويتر من خلال مجموعة من الشباب والمناضلين الذين دعوا إلى التظاهر السلمي يوم 20 فبراير في كل مدن الوطن كتعبير موضوعي عن آمال وتطلعات الشباب الراغبة في الديمقراطية الحقيقية والمتفقة على مجموعة من المطالب التي يمكن أن ترقى بالمجتمع المغربي إلى مجتمع حداثي تتحقق فيه المساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون في ظل دستور ديمقراطي شعبي وملكية برلمانية. دون أن نغفل طبعا الدور الذي لعبته ثورتي تونس ومصر في استنهاض همم أبناء الشعب الذين نزلوا ولازالوا ينزلون وسينزلون للشوارع للتعبير عن أمالهم والتظاهر السلمي حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة. إذن كيف استطعتم الانتقال من العالم الافتراضي إلى الشارع ؟ أود أن أشير في البداية إلى أن أول لقاء بين أعضاء الحركة جاء من خلال العالم الافتراضي ولم نكن نعرف بعضنا البعض، حيث عملنا في البداية على التنسيق بين جميع الشباب والشابات الذين كان يجمعنا الفايسبوك ومن ثم الالتقاء في تنسيقية أطلقنا عليها شباب حركة 20 فبراير من اجل الكرامة تنسيقية تطوان والنواحي، لكن كان الاتفاق الأولي هو إلغاء الانتماءات السياسية والجمعوية أو الإيديولوجية من أجل إنجاح الحركة والانتقال بها كما قلت من العالم الافتراضي إلى الشارع، وهو فعلا ما تحقق لأن الحركة مستقلة عن التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية، وما جمعها هو فقط وحدة المطالب المشروعة التي رفعناها خلال تظاهرة 20 فبراير، دون إغفال الدور الكبير الذي تلعبه مجموعة من الأحزاب والجمعيات والفعاليات التقدمية والديمقراطية في دعم حركتنا. لكن يلاحظ أن تطوان تعرف أكثر من حركة، فما مرد ذلك ؟ بالعكس تطوان والمغرب عموما بها حركة واحدة هي "حركة 20 فبراير" ذات المطالب المعروفة والواضحة أما بالنسبة للمجموعات الشبابية التي تشتغل داخل هذه الحركة فبالفعل هناك العديد من المجموعات كما هو الحال بتطوان، وهنا لابد أن أذكر أن مجموعة "حركة 20 فبراير تنسيقية من أجل الكرامة" كانت أول من دعت إلى التظاهر يوم 20 فبراير بتطوان وامتد عملها لأكثر من شهر من خلال التعبئة والنداءات التي كانت تعمل على توزيعها، ومن تم ظهرت العديد من المجموعات الأخرى التي توازي وتشبه وتكمل عمل مجموعتنا وإن حملت أسماء أخرى، وكما سبق لي أن قلت أن حركة شباب 20 فبراير مفتوحة على جميع فئات الشباب المغربي الذي لا يمكن حصره في فئة أو مجموعة معينة. كيف تقيم تظاهرة يوم 20 فبراير بتطوان وما رافقها من أحداث ؟ تظاهرة 20 فبراير خلقت الحدث محليا كما خلقته الحركة وطنيا، فالاستجابة الشعبية للتظاهر لم تكن متوقعة بالحجم الذي كانت عليه وهذا ما يؤكد رغبة الشعب المغربي في حياة أفضل وفي تحقيق مطالب ظلت خطا أحمر منذ عهد بعيد، لكن ونتيجة لتغير الظروف الدولية والثورات العربية فقد فرض على العشب المغربي البحث عن ذاته وعن عدالة وشرعية مطالبه وحقوقه وهو ما تحقق من خلال تظاهرة 20 فبراير أما ما حدث في تطوان أو في عدد من المدن المغربية من انزلاقات وحوادث مدانة ومدان من يقف خلفها فقد أصدرت الحركة بيانا حملنا فيه المسؤولية الكاملة للأجهزة الأمنية التي تم تغييبها بشكل مقصود وهو ما فتح المجال لعمليات التخريب للممتلكات العامة والخاصة، وكذا اقتحام بعض المشبوهين للوقفة ومحاولة إخراجها عن طابعها السلمي من أجل تشويه صورة الحركة ومطالبها العادلة، والأكيد أننا قيمنا الوقفة من جميع جوانبها الإيجابية والسلبية وسيتم تجاوزها خلال المحطات النضالية القادمة. كيف تقرأون الخطاب الملكي الأخير ؟ أول شيء الخطاب الملكي اعتراف بشرعية حركة شباب 20 فبراير التي قيل عنها الكثير من طرف المشككين والفاسدين والانتهازيين وجيوب مقاومة الإصلاح، ثم أن الخطاب استجاب من ناحية الشكل لمطالب الشباب في مسالة إصلاح الدستور وإصلاح القضاء وضمان استقلاليته، لكن آليات إنجاز هذا الدستور لازالت موضع تشكيك من طرف الحركة خاصة وأن اللجنة المكلفة بمراجعته معينة وليست منتخبة ولا تمثل كل حساسيات المجتمع المغربي، كما أننا لازلنا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتوزيع العادل للثروة الذي نعتبره أساس صراعنا ومدخل تقدمنا هذا إضافة إلى مسألة حل الحكومة ومجلسي البرلمان والمستشارين. تم الاستجابة لعدد من المطالب، لماذا 20 مارس إذن ؟ 20 مارس ستكون بمثابة اختبار للنظام المغربي ومدى قابليته في التعاطي مع باقي المطالب الأخرى، وكما سمعتم فالتدخلات القمعية والاعتقالات ما زالت مستمرة في كل المدن المغربية التي يخرج فيها الشباب للتظاهر السلمي وهذا يظهر أن النظام المغربي ما زال يمارس نفس الممارسات السابقة والتي لا يمكن أن تتماشى مع التعديلات الدستورية الضامنة لحرية الرأي والتعبير، والمحطة القادمة ستكون للتأكيد على أن الشباب المغربي ما زال مستمرا في نضالاته من أجل إقرار الحرية والكرامة والحق في التظاهر السلمي.