عادت وضعية مدينة سبتةالمحتلة إلى الواجهة بعد بث شريط فيديو على موقع اليوتوب العالمي يتوعدها ب«مصير خطير» جراء احتلال إسبانيا للمدينة، كما ينذرها بمصير محتوم جراء صواريخ «الكاتيوشا». وأثار شريط الفيديو، الذي بث على شكل لعبة فيديو، استنفار مصالح المخابرات الإسبانية، لاسيما أنه تضمن تحذيرا باللغة الإنجليزية يقول «هذه رسالة إلى جميع الغزاة الإسبان الذين يحتلون سبتة ومليلية: يوم القيامة سيكون في المستقبل القريب»، مضيفا أن سبتة ومليلية أراض مغربية تاريخيا وجغرافيا. «حكومتنا لا تسمح لنا بإخراجكم من أرضنا. ولكن في يوم ما سنجعل السماء تمطر على رؤوسكم المئات من صواريخ الكاتيوشا»، يقول شريط الفيديو. واستعرض الشريط تحذيراته بالقول: «نحن لا نحتاج إلى أسلحة نووية أو كيميائية للإفراج عن سبتة ومليلية. فقوة «حزب الله» في جنوب لبنان هي أبلغ مثال على ما نقوله. من جهتها، وفور علمها بالشريط، اتصلت بعض وسائل الإعلام الإسبانية بموقع «غوغل» العالمي من أجل حذفه وتنبيه إدارة الموقع إلى أنه «يحرض على العنف ويشجع على الإرهاب»، وهو ما تم بالفعل إذ تم حذف الشريط الذي تمكن من مشاهدته، دقائق بعد بثه، 144 زائرا. ويحتوي شريط الفيديو، الذي بثته عناصر أطلقت على نفسها اسم «Morocco4p»، واختارت له عنوان «المغرب ضد اسبانيا (يوم القيامة)»، مشاهد تتضمن فيديوها يحاكي عملية قتل جندي إسباني، حيث يظهر جسده مضرجا بالدماء قبل أن يتم جز رأسه. وسبق لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك درودكال، المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود أن دعا في رسالته الصوتية بعنوان «رسالة إلى أمتنا الإسلامية في المغرب العربي» إلى «تذكر المظالم التي تعاني منها أمتنا العربية» في هاتين المدينتين (سبتة ومليلية)، وهي التهديدات الخامسة من نوعها في ظرف سنة ونصف يتم الحديث فيها عن المدينتين سبتة ومليلية ضمن رسائل صوتية أو مرئية لتنظيم القاعدة. واعتمد زعيم التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي في الشريط الصوتي المذكور، على صيغة مماثلة لتلك المستخدمة من جانب أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لأسامة بن لادن، والذي شن ابتداء من شهر دجنبر 2007 هجوما تكرر في مناسبات متعددة ضد «احتلال» إسبانيا ليس فقط للمدينتين سبتة ومليلية ولكن لجزء كبير من شبه الجزيرة الإيبيرية والتي يفضل التنظيم تسميتها بالأندلس، مثلما سبق لأيمن الظواهري في أربع مناسبات أن وضع المدينتين سبتة ومليلية ضمن «أولويات» خطابات التنظيم الإرهابي معتبرا «جيب مليلية كيانا لا ينفصل عن الصليبيين الإسبان»، ومضيفا أنها «عدوة الإسلام والمسلمين، لأنها قننت وشرعنة إنشاء دولة إسرائيل والاستيلاء على أراضي المسلمين». وحسب العديد من المراقبين الإسبان فإن إصرار تنظيم القاعدة على ذكر المدينتين سبتة ومليلية في خطاباتها يعزز مرة أخرى ما سبق أن صرح به قاضي الإرهاب الإسباني بالتثار غارثون منذ أشهر خلت ليومية «لافانغوارديا» الإسبانية، والتي ذكر فيها أن «سبتة ومليلية تأتيان في المرتبة الأولى، وبعدهما إسبانيا ثم دول أوربا» مضيفا أن «هذه المناطق تعتبر من ضمن الأهداف المفضلة للاستراتيجية الإرهابية الجديدة لشبكة القاعدة التي تتطور في شمال المغرب». وأولت بعض وسائل الإعلام الإسبانية اهتماما بالغا للشريط المذكور، الذي أعاد إلى أذهان الاستخبارات الوطنية الإسبانية التهديدات السابقة لتنظيم «القاعدة» ضد المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، ومحاولة إعادة احتلال الأندلس باعتبارها كانت أرضا إسلامية يجب الآن «تحريرها واستعادتها»، لتنضاف إلى ما سبق أن صرح به أبو مصعب، حول «الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية»، في بلاغ وعد فيه بالمزيد من «العمليات الاستشهادية». كما أن تنظيم «تحرير الأندلس» أو خلية «نديم المغربي» دعت في 23 مارس 2007 من خلال موقع الأنصار المقرب من تنظيم القاعدة، إلى «الجهاد» من أجل تحرير سبتة ومليلية و«الجهاد ضد الدولة الإسبانية الكافرة وتحرير مدينتي سبتة ومليلية»، وهي الخلية التي تحمل نفس اسم الشبكة التي تم تفكيكها مؤخرا في المغرب، والتي تضم15 شخصا في مجموعها.