بقلم محمد سعيد الادريسي ما حدث بمدينة العيون المغربية أمر مقزز للغاية خصوصا تلك الصور التي بثها المغرب والتي تظهر وحشية وهمجية أولئك الذين يذبحون قوات الأمن ويتبولون على الجثث بدم بارد، وما تلا أحداث العيون هي حروب أخرى على واجهات مختلفة، فهناك الحرب الدبلوماسية والحرب الإعلامية وغيرها، ويمكن القول أن الطريقة التي تعامل بها المغرب إعلاميا كانت ناجحة واستطاع كسب الحرب الاعلامية التي كان لها الأثر الكبير في كسب الحرب الدبلوماسية وصدور بيان مجلس الأمن المندد بالأحداث التي وقعت وكذا بيان منظمة هيومن رايتش الحقوقية والتي فضحت زيف ادعاءات عصابات البوليزاريو فيما يخص عدد الضحايا، وكان للانفتاح المغربي على الاعلام وبث صور الفيديو التي تم التقاطها من طرف رجال الأمن بعين المكان الدور البارز في هذه الحروب التي انتهت لصالح المغرب ولصالح الحقيقة وأظهرت الوجه الحقيقي لعصابات البوليزاريو والمخابرات الجزائرية ، لذلك ينبغي استخلاص عدة دروس مما حصل أولها ضرورة تقوية الاعلام المغربي بدعمه وتشجيعه وتمكينه من أدوات العمل خاصة القانونية بالاسراع في إخراج قانون الوصول إلى المعلومة لأن الحروب القادمة هي حروب الإعلام بالدرجة الأولى ، والإعلام أصبح سلطة حقيقية والمغرب في حاجة لجعل إعلامه الوطني قويا حتى يكون في مستوى التطلعات، هذا عن الاعلام فماذا عن الدبلوماسية؟ في نظري أن الدبلوماسية المغربية حققت نصف انتصار ووقفت، بدل أن تواصل التعبئة الوطنية والدولية وعدم الاكتفاء بإظهار الحقائق بل المطالبة بتقديم المتورطين من قادة البوليزاريو وقادة المخابرات الجزائرية أمام المحاكم الجنائية الدولية لأنهم مجرمي حرب، وهي تملك ما يكفي من الدلائل التي تثبت تورط المعنيين بالأمر، أما التعامل بحسن نية والاكتفاء بموقف المدافع هو تخاذل في الوقت الراهن . لأن طريقة تعامل خصوم المغرب تفرض علينا القيام بدور دبلوماسي هجومي وعدم الاكتفاء بالدفاع وهذا يتطلب تعبئة كل الطاقات داخليا وخارجيا فالاعلام والدبلوماسية أصبحا السلاحين الأكثر قوة والأكثر تأثيرا على المستوى الدولي ولا يكفي مهاجمة الآخرين وتبيان أخطائهم الاعلامية أو بالأحرى هجوماتهم الإعلامية وفضح زيفها بل ينبغي مواجهة ذلك بإعلام وطني قوي يكون له التأثير الكبير على المستوى الخارجي وليس الداخلي فقط عندها لن نكون محتاجين لتبرير هجوم الآخرين علينا بل سيكونون هم في حاجة لذلك حتى نضع خصوم المغرب في موقف حرج خاصة الاعلام الاسباني والحزب الشعبي الذي يغذيه بالنزعة العنصرية والرؤية الاستعمارية خصوصا أن الاعلام الاسباني ارتكب أخطاء فادحة كان ينبغي أن يحاسب عليها دوليا .