انتقدت جريدة ''الشعب السبتي'' في عدد 16 نونبر الجاري بحدة تطورات السياسة العسكرية الإسبانية وذلك في ملف احتل غلافها تحت عنوان ''المغرب يقوي قاعدته البحرية قرب سبتةوإسبانيا تضعف جبهتها الجنوبية''، وقد وقفت الجريدة اليمينية الهوى والواسعة الإنتشار بسبتة، أمام خبر قرار إعادة توزيع للقوات العسكرية بالجنوب الإسباني والذي جاء تماشيا مع مخطط اعتمدته الحكومة المركزية بمدريد سنة 2008 تحت إسم ''مخطط انتقال القوات المسلحة'' و الذي سيؤدي حسب الجريدة إلى إضعاف سبتة عسكريا و اقتصاديا من جهة كما سيؤدي إلى ضياع الوجود العسكري الإسباني بمضيق جبل طارق من جهة ثانية. ويشير هذا المخطط إلى أن تعداد القوات المسلحة بسبتة سيتقلص كما أن بعض الرتب العسكرية البارزة سيتم نقلها من هناك إلى قواعد أخرى. وتضيف الجريدة أن هذا يحدث في حين دشن الملك محمد السادس كقائد أعلى للقوات المسلحة الملكية في مارس 2008قاعدة عسكرية بحرية قرب القصر الصغير ، في مقابل طريفة و بين سبتة و طنحة. المثير للإنتباه حسب بيدرو كنالس ، الخبير الجيوسياسي ، هو أن هذا الحراك المغربي ومحاولته السيطرة على المضيق تتم بضوء أخضر و تعاون فرنسي ، يواجه بتراجع في التسلح من جانب إسبانيا، كما كشفت اليومية أن فرنسا تعد الرابح في هذا الموضوع، فالقاعدة الجديدة ستكون مزودة بفرقاطة راجمة للصواريخ فرنسية الصنع من طراز فرام وكلفت 470 مليون أورو، إضافة إلى أن فرنسا سيصبح عندها موطئ قدم بالمضيق. وفي الموضوع ذاته ، كتبت بالوما سيفيا ب'' أ.ب.س.'' اليمينية المتطرفة مقالا تحت عنوان''إسبانيا تتنازل عن السيطرة على المضيق'' ، ذكرت فيه أن سحب لواء من القوات العسكرية الإسبانية في الجنوب ، ترك الباب مفتوحا أمام قوى كفرنسا ، و بريطانيا ، إضافة للمغرب بدعم أمريكي للسيطرة على المضيق، و أضافت أن المخطط الجديد دق جميع صفارات الإنذار داخل المؤسسة العسكرية بإسبانيا، وذكرت أن تكلفة االمشروع المغربي مدعم ماليا من الولاياتالمتحدة وتم تشييده بخبرات فرنسية.