سحبت وزارة الاتصال المغربية اعتماد صحافي اسباني واتهمته ب'التحامل والسلوك غير المهني'، كما شنت وكالة الانباء المغربية هجوما عنيفا على وكالة الانباء الفرنسية وقالت انها اصبحت 'وكالة انباء جزائرية معادية للمغرب'، وذلك بعد اسبوعين من تعليق عمل مكتب 'الجزيرة' القطرية بالرباط وسحب الاعتماد من جميع مراسليها بالمغرب. وقال بلاغ لوزارة الاتصال المغربية انها قررت سحب اعتماد لويس ديفيغا ارنانديز مراسل صحيفة 'أ بي سي' الاسبانية، بعد ان سجلت عليه 'إخلالات مهنية في هذا الصدد مؤخرا، السلوك غير المهني الذي دأب عليه'. وقالت مصادر وزارة الاتصال ل'القدس العربي' ان فرنانديز الذي كان يعمل قبل اعتماده بالمغرب 2002 باذاعة مسيحية يبرز في تقاريره دعمه لمطالب جبهة البوليزاريو بانفصال الصحراء عن المغرب واقامة دولة مستقلة عليها ويتبنى في تقاريره اطروحة الناشطين الصحراويين المؤيدين للجبهة. وسجلت الوزارة، حسب نفس المصادر، خلال الايام الماضية وفي اطار متابعة الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة العيون يوم الاثنين الماضي بعد تفكيك مخيم اكديم اكزيك 'سلسلة تصريحات وتقارير للصحافي الاسباني تنافي الحقيقة وتسيء بشكل واضح للمغرب'، واشارت الى حديثه عن مجازر يرتكبها المغرب بالصحراء وعن مئات القتلى من الصحراويين. وتعرف العلاقات بين الصحافيين الاسبان المعتمدين بالمغرب والسلطات المغربية المعنية بتدبير الاعلام توترا منذ عدة شهور. واتهم وزير الخارجية المغربية الطيب الفاسي الفهري في وقت سابق الصحافة الاسبانية بمعاداة المغرب والتحامل في تغطيتها لقضاياه خاصة قضية الصحراء الغربية. وأعلنت وزارة الاتصال في بلاغ ارسلته ل'القدس العربي' عن 'شجبها بقوة لسلوكات التحامل والزيف والاسلوب المنحرف لبعض مراسلي الصحافة الإسبانية بالمغرب في تغطيتهم لأعمال الشغب والتخريب بالعيون.' وقالت الوزارة انها سجلت أن 'تجاوزات البعض من المراسلين الإسبان قد بلغت حدا لم يعد ممكنا السكوت عليه وخاصة بعد الادعاء بوجود مئات جثث القتلى المدنيين بشوارع العيون متجاهلين الحقائق الميدانية الواضحة رغم علمهم المسبق بأن المغرب هو الذي فقد شهداء الواجب الوطني على يد عصابات المجرمين'، وأن 'حالتي وفاة سجلتا فقط منهما واحدة سجلت إثر حادثة سير تعرض لها أحد المواطنين من سكان العيون أثناء أعمال الشغب والتي تم الإبلاغ رسميا عنها وفتحت السلطات القضائية تحقيقا بشأنها'. ولاحظت الوزارة أنه 'بدل احتكام بعض المراسلين الإسبان الى الضمير المهني والحرص على الموضوعية وما تقتضيه من تحر وتدقيق في الأخبار والمعلومات، وتجنب التسرع في إصدار الأحكام، فضل هؤلاء الاعتماد كليا على مصادر من شرذمة المجرمين أصحاب السوابق ومقترفي أفعال إرهابية مع لجوء هؤلاء المراسلين الى إعادة بثها بشكل متكرر وبصيغ مختلفة وذلك في تجاهل تام ومقصود لوجهة النظر المغربية التي كانت متاحة لهم عبر كل الوسائل وفي كل الظروف'. وأضاف البلاغ أنه 'علاوة على زيف الادعاءات المضمنة في مراسلات هذه الفئة من المراسلين الإسبان، رصدت الوزارة ظاهرة إعلامية غريبة تجلت في الخروج الفاضح لفئة منهم عن الأصول المهنية وقيامهم بالتعبير صراحة عن مواقف سياسية معادية لصورة المغرب ومؤسساته من قبيل تجرئهم على نعت المواطنين المغاربة بالمعمرين الأمر الذي يمثل مساسا بمشاعر كافة المغاربة، والإدلاء بتصريحات علنية موثقة بأن من أهدافهم العمل على ضمان تحرير الصحراء من مستعمريها'. وندد البلاغ بما أسماه 'الأسلوب المنحرف الذي ينهجه بعض المراسلين الإسبان عند تناولهم لمجريات الأحداث، والذي درج على الانحياز السافر لخصوم المغرب وأصبح يشكل حالة شاذة وفريدة تثير الدهشة والاستغراب لإمعانه في التزييف البين والعداء المكشوف لقضية وحدة المغرب الترابية ومواقف المغرب بشأنها'. ولاحظت الوزارة أن 'هذا السلوك الممنهج والمتعمد والقائم على تزوير الحقائق بغرض الإساءة المقصودة في تواطؤ واضح مع خصوم بلادنا قد تعاظم خلال تغطية أحداث العيون من لدن بعض هؤلاء المراسلين حيث نتج عنه طمس للمعطيات الحقيقية وتعتيم على الوقائع الميدانية وتغييب غير مبرر للبلاغات الرسمية والتي أعلنتها السلطات المغربية تباعا حول مجريات تلك الأحداث'. واكدت وزارة الاتصال المغربية في بلاغها الذي صدر الجمعة 'حرصها الثابت على الاستمرار في تسهيل مهام المراسلين الأجانب العاملين في المغرب وتمكينهم من ظروف العمل المناسبة في ظل أجواء الحرية والانفتاح السائدة في المملكة' والحاحها على 'وجوب التقيد بالضوابط القانونية والتنظيمية وصيانة الممارسة الإعلامية من كل انزلاق طبقا للقواعد والآداب المهنية المتعارف عليها عالميا'. وقال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية في تصريحات ادلى بها الخميس ان بلاده ترحب بالصحافيين الإسبان 'شريطة أن يتعاملوا مع القضايا المغربية انطلاقا من كونهم صحافيين وليس كناشطين سياسيين يأتون بأجندة معينة للتصدي للمصالح الحيوية للمملكة'. واوضح إن عناوين بعض الصحف الإسبانية 'تعد سبا وإهانة في حق الشعب المغربي لا يمكن قبولهما'، وقال ان 'تعاطي هذه الصحف مع الأحداث التي شهدتها مدينة العيون يتوخى منه التأثير على الرأي العام الأوروبي والأمريكي اللاتيني من خلال 'تقديم صورة بشعة عن المملكة المغربية مؤسسات وشعبا'. وشدد الوزير المغربي على ان لبلاده من 'القوة والمناعة ما يسمح لها بتقبل جميع الانتقادات شريطة أن تكون ذات طبيعة مهنية وصريحة وواضحة ودون أن تخدم أجندة سياسية موضوعة في مكان ما'. من جهتها اتهمت وكالة الانباء المغربية الرسمية وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) ب'ممارسة مهنة الصحافة من داخل منطقة الانحياز واللاموضوعية وتزييف الحقائق، أو الاكتفاء بأنصافها في أحسن الأحوال حين تتعامل مع المغرب ومع قضاياه العادلة'. وتتهم الوكالة المغربية وكالة (فرانس برس) بالاساءة للمغرب وقالت ان ما تكتبه الوكالة الفرنسية 'لعبة تخوضها ضد قضايا المغرب بالصراخ حين يتعلق الأمر بقلب الحقائق وتزييف الوقائع بل والكذب في بعض الأحيان، والصمت حين يحتم السلوك الصحافي السليم نقل ما أنجزه وينجزه المغرب على الأرض، في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية، وأحيانا كثيرة في قضايا هامة تتعدى النطاق الوطني، وهو ما تتعاطى معه وتنقله كافة وسائل الإعلام العالمية'. وتؤاخذ وكالة الانباء المغربية على نظيرتها الفرنسية 'تجاهلها لاحداث ذات اهمية خاصة'، وقالت 'لا فرق في معاداة المغرب بين وكالة الانباء الفرنسية ووكالة الانباء الجزائرية'. واضافت انه 'إذا اختارت وكالة (فرانس برس) محاولة التعتيم على كل ذلك والاكتفاء بالتغطيات المغلوطة والأخبار الموجهة وأنصاف الحقائق، فإنها تؤكد بوضوح انضمامها إلى من تحركهم أجندة معادية للمغرب، وهو ما يجعلها تتحمل المسؤولية المهنية والأخلاقية الكاملة في ذلك.ع