تحولت مدينة سبتةالمحتلة إلى معقل لعدد كبير من اتباع جماعة العدل والاحسان خصوصا القادمين من مدن سلا والرباط والقنيطرة وطنجة وتطوان وشفشاون،وتحولت إحدى المساجد الصغيرة إلى معقل لأتباع عبد السلام ياسين قبل وبعد صلاة الفجر حيث يعقدون لقاءات واجتماعات تنشر توجهات الجماعة،ولقد انتبه جهاز الأمن الاسباني لخطورة امتداد جماعة ياسين في اسبانيا ومدينة سبتة ومليلية المحتلتين خصوصا بعد أن دقت مجموعة من الصحف الإسبانية ناقوس الخطر حول الموضوع. ومن جهة أخرى، وحسب مصدر من جماعة العدل والإحسان فإن مرشد الجماعة عبد السلام ياسين يستعد لإعطاء الضوء الأخضر لاختيار خلفا لعيسى أشرقي الذي تم عزله في وقت سابق بعد اجتماعات عقدها أشرقي بمنزله بتطوان،والتي عجلت باتخاذ قرار عزله من مجلس الإرشاد،وهي صيغة مهذبة لطرده من الجماعة، حيث أن مجموعة من الشباب الغاضب على الطريقة التي يتم بها تدبير أمور التنظيم والرافضين لمحاولة توريث منصب الارشاد العام وحصره في عائلة عبد السلام ياسين اجتمعوا بعيسى أشرقي وبلغوه احتجاجهم وأبدى هذا الأخير تعاطفه معهم مما جلب عليه غضب القيادة التي أسرعت إلى اتخاذ القرار المذكور معللة إياه بعبارات غامضة من قبيل أنه لم يتلزم بالشروط الصارمة المفروض توفرها في القيادة. وأكدت المصادر المذكورة أن المجموعة المشار اليها سالفا متكتلة في مدن الشمال بالأساس وجنوب إسبانيا إضافة الى وجودها في مواقع تنظيمية أخرى،وكانت هذه المجموعة ترشح عيسى أشرقي لخلافة عبد السلام ياسين على رأس الجماعة، وقد أصبح منصب الارشاد العام مطمع العديد من القيادات بعد تدهور صحة ياسين. وقد شهدت جماعة العدل والاحسان في الأيام الأخيرة حركة استقالات واسعة النطاق وخصوصا في مدن الشمال بعد أن قام مجلس إرشاد الجماعة بإعفاء عيسى أشرقي من عضويته، وشملت الاستقالات أنصار عيسى أشرقي وبعض الغاضبين من التدبير غير الديمقراطي داخل الجماعة التي تعتمد الأوامر أكثر من التداول في اتخاذ القرارات.