شككت اوساط مغربية مقربة من اجهزة صناعة القرار بان تكون زيارة وزير الداخلية الاسباني نجحت في تهدئة الاجواء بين المغرب واسبانيا، وقالت ان اعتذاراً رسميا اسبانيا عن اساءة تعرض لها مواطنون مغاربة شرط لانهاء الازمة التي تفجرت منتصف يوليو الماضي. وأكد وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا ونظيره المغربي الطيب الشرقاوي على الطابع المتميز للتعاون بين مصالح وزارتي الداخلية بالبلدين ونوها بالنتائج الجيدة التي أسفر عنها وقالا انهما تدارسا خلال جلسة عمل عقداها بالرباط القضايا التي تهم أولويات التعاون الثنائي في مجال تدخل وزارتي الداخلية، المتعلقة بالهجرة ومكافحة الاتجار في المخدرات والإرهاب والتعاون الأمني. واتفق الوزيران على رفع مستوى التعاون بين مصالح وزارتي الداخلية في البلدين. وقررا تفعيل اللقاءات الدورية للجنة الأمنية المشتركة وفتح مراكز شرطة مشتركة ورفع عدد ضباط الربط وتطوير عملهم. التصريح المشترك او تصريح كل وزير منفردا لم يتطرق الى اساءة الشرطة الاسبانية بمركز بني نصار الذي يفصل مدينة مليلية التي تحتلها اسبانيا عن بقية الاراضي المغربية والقضية الاساسية التي استدعت زيارة الوزير الاسباني للمغرب ومباحثاته مع نظيره المغربي واستقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس له بعد محادثات هاتفية اجراها العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس مع العاهل المغربي الاسبوع الماضي. واصدرت وزارة الخارجية المغربية خمسة بلاغات رسمية حول اعتداءات وصفتها ب'العنصرية' تعرض لها مواطنون مغاربة اثناء دخولهم الى مدينة مليلية وفي اطار الاحتجاجات المغربية منع ناشطون مغاربة شاحنات تحمل خضاراً ومواد غذائية من دخول المدينة ونظموا مظاهر احتجاجية مقابل مدينتي مليلية وسبتة التي يقول المغرب انهما مدينتان مغربيتان. وقالت صحيفة 'المساء' المقربة من اجهزة صناعة القرار انه لا يبدو بالافق انفراج حقيقي في العلاقات في غياب ضمانات اسبانية حقيقية لوقف انتهاكات حقوق الانسان على الحدود مع مدينة مليلية. ورأت الصحيفة انه في الوقت الذي جاء به وزير الداخلية الاسباني للتباحث مع نظيره المغربي في قضايا غير ذات اهمية امام المهانة والاذلال اللذين تعرض لهما مواطنون مغاربة 'اصبح من واجب الاسبان، لتجاوز الازمة، تقديم اعتذار واضح وصريح الى المغرب ومن دون ذلك لن تجد الازمة طريقها للحل'. الا انه لوحظت سرعة عودة التعاون الامني بعد ان أشارت صحيفة 'الباييس' الاسبانية إلى أن الازمة الاخيرة بين الرباط ومدريد أرخت ظلالها على التعاون الأمني بين البلدين، حيث ألغيت الدوريات الامنية المشتركة بين الحرس المدني الإسباني والدرك الملكي على السواحل لمراقبة الهجرة السرية واعلنت مصادر امنية مغربية انها أوقفت الإثنين، 72 مرشحا للهجرة السرية من بينهم 20 امرأة وثلاثة رضع ينتمون إلى دول افريقيا جنوب الصحراء. وذكر مصدر أمني أنه تم إيقاف هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يعتزمون الهجرة سريا نحو جنوبإسبانيا والذين تترواح أعمارهم بين 24 و35 سنة، على متن قارب مطاطي انطلق من الشواطئ المغربية القريبة من مدينة الناظور الذي يتبع له اداريا مركز بني انصار الحدودي.