افادت مصادر رسمية مغربية ان وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بريز روبالكابا يصل اليوم الاثنين الى الرباط في زيارة عمل للمغرب يجري خلالها مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي هي الاولى من نوعها منذ تولي هذا الاخير منصبه بداية العام الجاري. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية المغربية بأن اللقاء يتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، المتعلقة بالتعاون الأمني ومحاربة الهجرة غير المشروعة وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والإرهاب، فيما قالت وزارة الداخلية الاسبانية ان روبالكابا سيبحث مع نظيره الشرقاوي في الحوادث التي وقعت خلال الاسابيع الماضية بين الشرطة الاسبانية ومغاربة عند معبر بني انصار الذي يفصل مدينة مليلية عن باقي الاراضي المغربية. وتأتي زيارة المسؤول الاسباني للرباط بعد محادثات هاتفية بين العاهلين الاسباني خوان كارلوس الاول والمغربي محمد السادس لتطويق توتر عرفته العلاقات بين البلدين اثر اعتداء الشرطة الاسبانية على مواطنين مغاربة في مركز حدودي شمال المغرب. واصدرت وزارة الخارجية المغربية سلسلة بلاغات حول تحرشات اسبانية بمواطنين مغاربة ونظمت تجمعات ومظاهرات مغربية امام المركز الحدودي ومنعت شاحنات الفواكه والخضار التي تصدر الى مدينة مليلية من عبور الحدود. وقالت صحف مغربية ان ذلك ادى الى مجاعة في المدينة التي تحتلها اسبانيا منذ نهاية القرن الخامس عشر. وتجاهلت الحكومة الاسبانية البلاغات المغربية وتعاملت معها ب استغراب ودهشة لكنها كانت تدرك ان هذه البلاغات اشارة لازمة تحمل عناوين اخرى بين البلدين وهو ما دفع رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لوي ثباتيرو لطلب تدخل الملك خوان كارلوس. وأكد وزير الداخلية الإسباني أن لحكومة بلاده علاقات ممتازة مع المغرب، وإنه واثق من أن العلاقات مع المغرب ستعود إلى وضعها الطبيعي في أقرب الآجال . وقال ألفريدو بريز روبالكابا أن عودة العلاقات بين إسبانيا والمغرب إلى وضعها الطبيعي يعد ذا فائدة كبيرة بالنسبة للمصالح الاسبانية ، وأن الحكومة الاسبانية تواصل الحوار على مختلف المستويات مع السلطات المغربية من أجل توضيح الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة . جاء ذلك فيما تؤكد الشرطة الإسبانية عزمها على تقديم دعوى ضد جمعيات مغربية بسبب إساءتها إلى شرطيات إسبانيات. وأكدت وزارة الداخلية الاسبانية في بيان لها أن ألفريدو روبالكابا سيحل بالمغرب يوم 23 آب/أغسطس الجاري حيث سيلتقي نظيره المغربي الطيب الشرقاوي، وهو اللقاء الأول بينهما، لبحث عدد من الملفات المشتركة. في هذا الصدد، أكد البيان الإسباني مكافحة المخدرات والهجرة السرية والإرهاب والجريمة المنظمة، ولم يتحدث نهائيا عن السبب الحقيقي عن التوتر القائم بين البلدين، أي اعتداءات الشرطة الإسبانية ضد مغاربة في المعبر الحدودي بين مليلية والأراضي المغربية. وأوردت الباييس في عددها أمس الأحد أن روبالكابا سيقدم شروحات وافية للجانب المغربي حول ما تعتبره الرباط اعتداءات وقعت ضد المغاربة في الحدود مع مليلية على مدى شهر، وكانت سببا في إصدار المغرب خمس بيانات تنديدية. ويرى بعض المراقبين في اسبانيا أن زيارة روبالكابا للمغرب تأتي لتهدئة المغرب والتأكيد أن مدريد تأخذ بعين الاعتبار مطالبه، وفي الوقت نفسه لتفادي انعكاسات سلبية على التعاون في مجال الهجرة السرية والمخدرات. ولا يبدو أن الإعلان عن هذه الزيارة سيعمل على تهدئة الأوضاع في الحدود بين مليلية المحتلة والأراضي المغربية، حيث عاد نشطاء جمعيات المجتمع المدني في مدينة الناضور المحاذية لمليلية في نشر لافتات تندد بتعامل الشرطة الإسبانية وخاصة الشرطيات مع المواطنين المغاربة. وفي الوقت ذاته، التلويح بمنع مرور الخضر والسمك من الجانب المغربي نحو مليلية ابتداء من يوم الاثنين كما حدث الخميس الماضي، حيث بقيت أسواق مليلية دون هذه المواد. نقابة الشرطة الإسبانية أعلنت نيتها على رفع شكوى للقضاء الإسباني ضد هذه الجمعيات وخاصة أعضاء اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة بسبب اللافتات التي تحط من قيمة الشرطيات التي جرى نشرها في الأرض الفاصلة بين مليلية وبلدة بني أنصار المغربية، في حين يبرز النشطاء المغاربة أن التركيز على الشرطيات لأنهن سبب هذه الأزمة بتعاملهن الوقح مع المغاربة خاصة يوم 16 تموز/يوليو الماضي عندما قامت شرطية بسب أربعة مغاربة كانوا يحملون العلم المغربي داخل سيارتهم عندما كانوا يهمون بزيارة مليلية ولاحقا استدعت قوات مكافحة الشغب الذين اعتدوا عليهم. وصرح مصدر من اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة لجريدة القدس العربي : منذ سنوات والشرطة الإسبانية تعتدي على المغاربة في الحدود بين مليلية وسبتة مع الأراضي المغربية، بل بلغ الأمر بهم بتمزيق جوازات سفر بعض المغاربة ومنع البعض الآخر من الدخول للمدينتين بسبب مواقفهم السياسية المتمثلة في الدفاع عن مغربية سبتة ومليلية. والآن بعد هذا التحرك وهذا الاحتجاج يعتبرون أنفسهم ضحايا . ويتابع المصدر الشرطة الإسبانية الآن بدأت تحترم المغاربة بعد الاحتجاج، لكن هذا الاحترام يجب أن لا يكون مؤقتا بل دائما . وفي صلة بهذه الأزمة، فقد طالب الحزب الشعبي المحافظ المتزعم للمعارضة بمثول وزير الخارجية ميغيل آنخيل موراتينوس أمام اللجنة البرلمانية الخاصة بالشؤون الخارجية لتقديم توضيحات حول هذه الأزمة، علما بأن موراتينوس هو الوحيد الذي لم يدل ِ بأي تصريح حول الأزمة حتى الآن. محمود معروف/ وحسين مجدوبي/ القدس العربي