ملحوظة : كتب الكثير في موضوع الساعات الخصوصية وفي موضوع العنف في الوسط المدرسي ، واردت فقط- من خلال هذه الرسالة القصيرة ان انبه الى ان اخطر واقبح واقسى انواع العنف هو الذي يمارسه الاستاذ الذي يبتز تلامذته بل وينتقم من بعضهم لمجرد انهم غير قادرين على المساهمة في بناء منزله او شراء سيارته أو في أي مشروع من مشاريعه . لذلك جاء هذا المقال قصيرا على غير عادتي ، فمعذرة ، يعرف الإقبال على الدروس الخصوصية مع انطلاق الموسم الدراسي إقبال منقطع النظير من طرف التلاميذ خصوصا المقبلين على الامتحانات الاشهادية ، و قد انتشرت هده الظاهرة كالسرطان في جميع المستويات والشعب والأسلاك ، وارتفعت معها مصاريف الأسر التي تضطر للدفع لعدمي الضمير من الاساتذة الذين يمتهنون هذه الابتزاز لتحقيق الأرباح لبناء الدور ولشراء السيارات ولزيادة ارصدتهم في البنوك على حساب القراء من ابناء هذا الشعب ، الذين يعانون من أجل توفير مبالغ الدروس الخصوصية اثقلت كاهلهم بنفقات إضافية تفرغ جيوبهم لأنها صارت ضرورية لدى البعض وإجبارية لدى البعض الآخر خاصة بالنسبة لتلاميذ الطورين الإكمالي والثانوي ، يفرضون الاثمان الفاحشة كأسعار قد تصل الى 1000 فاكثر شهريا مقابل بعض السويعات من الدروس. او لنقل بكل صراحة مقابل بعض النقط . ولم يقف بعض الاساتذة الجشعين والانتهازيين ، عند حد ابتزاز التلاميذ وفرض حضور الساعات الخصوصية بل تعداه الى الانتقام المباشر والصريح من التلاميذ الذين لا يؤدون هذه الضريبة وذلك إما بتهميشهم في حصص الدرس والتشديد في تنقيطهم أو البحث عن اي مبرر مهما كان واهيا لحرمانهم من حضور الدروس، هؤلاء الاساتذة الذين تتبرأ منهم الاستاذية ويلعنهم الله في الدنيا وفي الأخرة لأنهم يأكلون أموال البسطاء بالباطل ولانهم لا يقومون بواجباتهم اثناء الحصص الرسمية ويمنحون نقطا خيالية لزبنائهم تمكنهم من الحصول على درجات مشرفة ، واي شرف ؟؟؟ثم ينجحون بامتياز، ويا له من نجاح !!!!!! نجاح بنيانه على أسس مغشوشة ، وفي المقابل فانهم يمنحون لكل من رفض المشاركة في اللعبة ، اما بسبب ضيق ذات اليد او بسبب موقف بعض الأسر من هذه "المصيبة الكحلة "، يمنحونهم نقطة انتقامية تحكم عليهم بالتكرار او الفصل بكل صلافة وبكل جرأة مقيتة ، وتقضي على أمالهم وأمانييهم في النجاح وفي ولوج المدارس والمعاهد العليا أسوة بأترابهم . هذا هو اخطر انواع العنف الذي يمارس في الأوساط التربوية ، هذا هو العنف الحقيقي الذي يجب ان يتصدى له الجميع ، لأنه مهما كانت الظروف ومهما ساءت الأحوال الاجتماعية والمادية للأستاذ ومهما كبرت طموحاته في امتلاك عمارة او فيلا او سيارة فاخرة او إرسال ابنائه للتعلم الدراسة في الخارج فلا يحق له أن يفك أزمته ويحل مشاكله ويضمن مستقبل أبنائه وبناته على حساب جيوب أبناء الشعب ،الضعفاء، الفقراء المحتاجين والمعوزين . من اقبح انواع العنف ان تعتبر التلميذ أيها الاستاذ الفاضل مجرد مشروع كيس من الإسمنت أو أجرة بناء أو حمولة من الطوب /لبريك او قطع غيار سيارة او منحة شهرية تيعث بها الى فلذات كبدك ،بذل تقديره كإنسان له احترامه وكيانه وشخصيته ، وإعداده باعتباره مشروع رجل المستقبل و ان تعقد عليه العزم للنهوض بهذه الأمة . وان تعمل جادا من اجل هذا الهدف السامي . وان تتمنى ان ترى مستقبله مشرقا تماما كما تتمناه لأبنائك من صلبك .... ومن اقسى انواع العنف عدم التعامل الفردي مع التلاميذ النوابغ وعدم تشجيعهم والأخذ بيد الاذكياء و مراعاة الفروق الفردية داخل الصف بذل التركيز على جوانب الضعف عند التلميذ والامعان في تحقيره والحط من قدراته تمهيدا لتصريف بضاعة الساعات الخصوصية . ومن أحط انواع العنف إذلال التلميذ وإهانته وقمعه وعدم السماح له بإبداء رأيه لمجرد أنه ليس زبونا في سوق ساعاته الخصوصية . وإذا كانت جروح العنف الجسدي تشفى وتنسى فان الجروح التي يخلفها العنف النفسي التي اشرنا الى بعض أنواعها لا تلتئم أبدا وهي في اعتقادي سبب باقي انواع العنف الأخرى .