تعد اضطراباتُ الشخصية واحدة من الأنماطٌ الطويلة الأمد من التفكير والسُّلوك في ما يخصُّ العملَ والعلاقات مع الآخرين، ويجد المُصابون بها صعوباتٍ في التعامل مع الحياة اليومية ومشكلاتِها، وتصيب حوالي عُشر السكان، وتستمر طوال حياة المريض عادة. كانت هذه أهم التعريفات التي قدمها الطبيب الاختصاصي عبد الحميد بلهاشمي، خلال محاضرته في موضوع "اضطرابات الشخصية"، في ندوة نظمتها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين أمس بتطوان. وأكد الدكتور المحاضر أنه لا يوجد تعريف ووصف محدد في كتب علم النفس والطب النفسي للإنسان السوي؛ وإنما وردت صفات النفوس غير السوية، "فمن لا يتصف بها بشكل جلي فهو أقرب إلى السواء"، حسب تعبيره. "وتزداد درجة السواء لدى ذلك الإنسان كلما كانت تلك السمات غير السوية أقل ظهورا عنده"، يضيف بلهاشمي؛ موردا أن الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية الذي تصدره الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، والذي يعد الآن المرجع الأول في العالم في تصنيف الأمراض النفسية، يصنف عشرة اضطرابات. وعلى مستوى علاج هذا النوع من الأمراض، أشار بلهاشمي إلى أن الحالات الشديدة من اضطراب الشخصية تحتاج إلى إدخال المريض إلى مستشفى الأمراض النفسية، ويكون هذا الإجراء مستحسنا عادة إذا كان المرض يعرض صاحبه أو الأشخاص الآخرين لأخطارٍ مباشِرة. "إذا كان المريض معرضا لخطر مباشر يتمثل في إقدامه على إيذاء نفسه أو على إيذاء الآخرين، فلا بدَّ من التماس المعونة الطبية. وقد يوصى أحياناً بالعِلاج في المستشفى بالنسبة لمريض اضطراب الشخصية الذي يحتاج إلى مكان يُوفِّر له المساعدةَ اللازمة أثناء تلقِّي العلاج"، يقول بلهاشمي. وفي تصريح خص به هسبريس، أكد بلهامشي على قيمة الندوة من الناحية العلمية، لكونها تسلط الضوء على أحد الأمراض التي تنتشر كثيرا بين سكان العالم، وكيفية التعايش معه، وإذكاء الوعي العام حوله.