قدم فريق إفس برشلونة درسا في كرة القدم لغريمه التقليدي ريال مدريد، بانتصاره عليه برباعية مدوية، في مباراة الكلاسيكوالتي جمعتهما يوم السبت الماضي بملعب سانتياغوبرنابيوبالعاصمة الإسبانية مدريد أمام 80 ألف و500 متفرج، برسم الجولة الثانية عشرمن دوري الليغا الإسباني لكرة القدم. ولعب فريق البارصا المباراة بأقل ضغط عن منافسه فريق ريال مدريد الذي استقبل بميدانه وكان مطالبا بالإنتصارلتذويب فارق الثلاث نقاط عن المتصدر، لكن الفريق الملكي لم يفلح في هذه المهمة الصعبة نظرا لعدم دراسته جيدا لأسلوب لعب المنافس، ويتضح هذا في الخيارات التقنية التي اعتمدها المدرب الإسباني رافاييل بينيتيزبإشراك لاعبين تنقصهم التنافسية كالمهاجم كريم بنزيمة ولاعب خط الوسط خاميس رودريغيزومودريتش العائدين من الإصابة، والإحتفاظ بلاعب الإرتكازالمحوري كاسيميروفي دكة الإحتياط مما طرح أكثرمن علامة استفهام، فغاب التوازن بين الخطوط ومما زاد من تعقيد مهمة فريق الريال عدم مساندة خطه الدفاعي عند الضغط العالي لخطه الهجومي على المنافس في منطقته لإرباك خروج الكرة من الوراء، تاركا عدة مساحات فارغة في الوراء. من جانبه، ظل فريق إفس برشلونة وفيا لمنظومة لعبه التي ينهجها منذ أكثرمن 20 سنة، التي ترتكزعلى الإستحواذ على الكرة وضبط إيقاع اللعب والصبرعند بناء العمليات بتمريرالكرة من اليمين إلى اليسارثم من اليسارإلى اليمين في انتظارخلق مساحة لتسجيل الهدف، مع تطبيق خطة الدفاع المتقدم والضغط العالي على حامل الكرة في منطقته من أول خط دفاعي للضغط، وعمد لويس إنريكي مدرب فريق إفس برشلونة على اللعب بالنهج التكتيكي المعتاد (433) مع الإحتفاظ بالبرغوث ليونيل ميسي على دكة البدلاء، واستغل فريق البارصا بشكل جيد نقط ضعف منافسه خصوصا الفراغ المهول بين الخطوط، وعدم قيام خط دفاع فريق ريال مدريد بتقليص المساحات عند ضغط الألماني كروس أوالكرواتي مودريش إلى الأمام، حيث وظف المدرب لويس إنريكي بشكل ذكي الجناح الأيمن سيرجي روبيرطوابن مدرسة 'لامسيا' للدخول إلى الوسط لإستغلال فراغ المساحات بين خطي الوسط ودفاع الريال، ثم البحث عن العمق الهجومي عن طريق الأوروغوياني لويس سواريزأوالبرازيلي نيلمار، كما أن طريقة تسجيل الهدف الأول هي تجسيد راسخ لفلسفة ومنظومة لعب البارصا بقيامه بستة وثلاثون تمريرة ناجحة شارك فيها 10 لاعبين من البارصا باستثناء الحارس برافو، كما نجح فريق إفس برشلونة في بسط سيطرته على مجريات المباراة بالإستحواذ على الكرة والدقة في التمريرات بنسبة كبيرة، وهنا قام البارصا طيلة المباراة بما مجموعه 667 تمريرة منها 586 تمريرة صحيحة، وتمكن من استرجاع 69 كرة عند الضغط العالي على المنافس، وهي معطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن فريق البارصا تفوق في الكلاسيكوالإسباني على غريمه التقليدي الريال على جميع المستويات ذهنيا وبدنيا وتقنيا وتكتيكيا. وفي سياق متصل، صب جمهورالفريق الملكي عند صافرة نهاية المباراة جام غضبه على رئيس النادي فلورنتينوبيريزحيث طالبوه بتقديم الإستقالة، معبرين عن احتجاجهم بطريقة حضارية على الطريقة الإسبانية برفع المناديل البيضاء للتعبيرعن السخط وعدم الرضا، وفي الوقت نفسه تقبلهم للهزيمة بكل روح رياضية بالتصفيق على لاعب إفس برشلونة أندريس إنييستا عند خروجه من أرضية ملعب سانتياغوبرنابيو، لأن لعبة الكرة قبل كل شيء هي روح رياضية وقيم فيها الإنتصاروالتعادل والهزيمة، كما أن الهزيمة برباعية ليست نهاية العالم فالحياة تستمرومشواردوري الليغا الإسباني لا يزال طويلا، رغم فارق الست نقاط الذي يفصل متزعم الترتيب فريق إفس برشلونة عن فريق ريال مدريد، لأن المؤكد أن لقب الليغا لا يحسم في شهرنونبر. وفي نفس السياق، يجني فريق البارصا ثماراستمرارية مدربه لويس إنريكي والحفاظ على الثوابث الرئيسية للنادي وإيمانه بفلسفة كروية ترتكزعلى كرة القدم الشاملة حيث أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وأثبتت هذه المنظومة بالنتائج والأرقام نجاعتها على أرض الواقع.