تم، أول أمس الثلاثاء، بأمر من النيابة العامة في طنجة، إخراج جثة طفل من قبرها، بمقبرة سيدي علال الشريف بدوار أولاد الغماري، التابع للجماعة القروية العوامرة بإقليم العرائش، وذلك بهدف إخضاعها للتشريح الطبي الجنائي، للوقوف على الأسباب الحقيقية لوفاته، بعدما شكك والداه في رواية غرقه في صهريج مخصص للسقي. وبترقب كبير، ومن مسافة بعيدة، تابع العشرات من سكان دوار أولاد الغماري عملية إخراج جثة الطفل "محمد التومي" من قبرها، حيث بدت كما لو أنها مشاهد من أفلام الخيال العلمي المرعبة. وأشرف على عملية إخراج الهالك، التي انتهت في حدود الساعة ال 11 و40 دقيقة صباح أول أمس، كل من قائد المركز القضائي للدرك بالعرائش، وعناصر الوقاية المدنية، وقائد قيادة العوامرة، بالإضافة إلى لجنة طبية. وساهم بعض أبناء الدوار في عملية حفر القبر، حيث أزاحوا التراب والصفائح الإسمنتية من فوقه إلى أن ظهر الثوب الأبيض "الكفن"، حيث تدخل الطاقم الطبي من أجل رش داخل القبر بمبيد للقضاء على الرائحة، التي كانت تفوح منه. وبسرعة كبيرة تم وضع الجثة في سيارة الاسعاف لنقلها إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، حيث ستخضع للتشريح لأخذ عينات منها من أجل إرسالها إلى المختبر الجنائي بالدارالبيضاء، حسب ما أكدت مصادر أمنية. وتعود تفاصيل وفاة "محمد التومي"، البالغ من العمر 11 سنة، والذي كان لا يزال يتابع دراسته، إلى بداية شهر يونيو الماضي، بعدما تم العثور على جثته وسط صهريج للسقي، ولم تبدو عليها علامات الغرق، إذ لم يكن بطنه منتفخا بسبب المياه، في حين كانت آثار العنف بادية على وجهه. وكان قد تم نقل جثة الطفل إلى مستودع الأموات بالعرائش، وبعد يومين تم دفنها، دون إخضاعها للتشريح الطبي، بعدما وقعت والدته على التزام تتعهد فيه بالدفن دون تشريح، ليتوصل والداه بعد ذلك بمعطيات تفيد أن ابنه كان قد تعرض للضرب، قبل العثور عليه جثة هامدة. وعلى هذا الأساس أمر الوكيل العام باستئنافية طنجة، بإخراج الجثة وإخضاعها للتشريح الطبي، تلبية لطلب والدي الهالك، اللذين يتهمان رجلا بالدوار بتعنيف ابنهما، عندما تسلل إلى أرضه كي يجلب كرة كان يلعب بها رفقة أصدقائه. وأكد والد الطفل ل"اليوم24′′: "إن الابن اختفى عن المنزل لمدة يومين، بعدما غادره، وهو يرتدي قميصا رياضيا وسروالا قصيرا، ليتم العثور على جثته في اليوم الثالث، مرتديا السروال القصير فقط، كما لو أنه ذهب للسباحة في الصهريج، وذلك لتضليل الحقيقة". وعن أسباب توقيع أم الهالك على التزام لدفن جثة ابنها دون تشريحها، اتهم والد الطفل مقدم الدوار، الذي تربطه بالرجل المتهم علاقة قرابة، إذ استغل ضعف الأم، وأميتها وأقنعها بضرورة توقيع وثيقة لإخراج جثة ابنها من المستودع ودفنها بمقبرة الدوار. إلا أن أم الهالك اكتشفت فيما بعد أنها وقعت على التزام بعدم تشريح الجثة، ما جعلها وزوجها يتقدمان بشكاية ضد المقدم، يتهمانه فيها بالتواطؤ مع ابن عمه، الذي يملك أراض فلاحية شاسعة في العرائش.