يمكن لكل مواطن بعد منتصف الليل و الى حدود الثالثة ليلا أن يأخذ عدسة هاتفه النقال ليلتقط له بعض الصور أو حتى اشرطة فيديو لما يفعله ابناء الوافدين من اسبانيا هذه الايام في قرية دار بنقريش المعروفة بهدوئها ووضعها الآمن ، كما يمكن له أن ينشر ذلك من خلال و سائل الانترنت ليتعرف الرأي العام على ما يفعله بعض هؤلاء بعد مجيئهم الى ارض الوطن .. و لكن ما الذي يفعله هؤلاء تحديدا ؟ إنه ليس المساهمة في تنمية قطاع السياحة أو الاقتصاد بالبلاد ، و لكنها التبوردة !!! التبوردة من نوع آخر ، و بدون خيول و لا بارود و لا نظام و لا قانون و لا احترام للجوار و لا هم يحزنون .. و لكن التبوردة على صهوة دراجاتهم النارية المتسلطة على رقاب المواطنين الآمنين من المرضى و الشيوخ و الاطفال و كل الذين هم في حاجة الى الراحة ، ينتظرون ساعة الليل ليخلدوا الى النوم بعد يوم كامل من العمل المضني و الشاق . و اصحاب التبوردة هذه ، هم فئة من المراهقين و المتهورين الذين يعيشون حالة من الطيش و التسكع بدار بنقريش ، ضيعوا اخلاق المغاربة في المواطنة و احترام الآخر بعد ان فشل آباؤهم في تلقينهم ما يكفي من التربية و اخلاق التعايش ، يخرجون في ساعات متأخرة من الليل كالجردان يمسحون شوارع القرية "بدرجاتهم النارية " مسببين حالة من الفوضى و الشغب من خلال الضجيج و الازعاج الذي تحدثه فواهات الدراجات النارية بدون شفقة و لا رحمة . و يبدو أن هذا السلوك الاحمق و الطائش لو قام به هؤلاء الأبناء المتهورين أو بممارسته في الديار الاسبانية ، لكان مصيرهم الاعتقال و المساءلة لهم و لآبائهم الذين اطلقوهم على المواطنين لإزعاجهم و ترويع أمنهم و راحتهم ، و لكنهم على أرض الوطن يستغلون طيبوبة المغاربة و احتفاءهم بالجالية المغربية في الخارج ، فيعتقدون أنهم في بلد السيبة ، فيبيحون لأنفسهم من الفوضى و الشغب ما لا يقدرون عليه هناك لصارمة القوانين التي تحمي حقوق المواطنين في الأمن و السكينة . فلآباء هؤلاء المراهقين و المتهورين من الأبناء الذين اختاروا دار بنقريش أو أي مكان آخر منتجعا لهم نقول : الله يهديكم ، ان المغاربة طيبون فعلا ، و إن ابناء جاليتنا في الخارج هم جزء غال علينا ، بل إن عودتهم و زيارتهم لأرض الوطن هو يوم عيد كبير يحتفل به المغاربة عند كل عودة او زيارة ، لكن لا للسيبة .. و لا لأخلاق الطيش و التسكع .. و لا لقلة الاخلاق و التربية .. و لا للاعتداء على المواطنين في أمنهم و سكينتهم خصوصا اذا كان ذلك في عز الليل و ساعاته المتأخرة .