ونحن نتجول في العالم القروي، أدركت معنى أهمية تكريس قيم التعاون والتضامن البين الجماعاتي، خاصة بين الجماعات الحضرية والجماعات القروية، أدركت أن ميزانيات مجالس العمالات والأقاليم يجب أن تصرف أولا وأخيرا في تأهيل العالم القروي قبل الحديث عن التنمية القروية، وأن يخصص صندوق التأهيل الاجتماعي لمعالجة وضعية الهشاشة في القرى والمداشر قبل المدن. إن مطالب ساكنة العالم القروي بسيطة يقولونها كلازمة لا تكاد تنتهي "الماء، الكهرباء، الطريق، المدرسة... ". إلا أن أهم ما استفزني في الجولة القروية لجماعة بني سعيد ومدشر "احتاشن " أساسا ليس التجهيزات الأساسية المنعدمة والمنازل الطينية والحجرية والتي تشترك فيها مع باقي القرى والمداشر وإنما ممارسة بعض أعوان السلطة والتي لا تتناسب حتى مع مغرب ما قبل 2011، وذلك بإيعاز من مافيا الإنتخابات التي تخوض حربا مسعورة لكسب الرهانات الإنتخابية المقبلة، وذلك عن طريق إرهاب وإرعاب ساكنة دوار "أحتاشن" من قبل الشيخ المفضل الحداد وتهديدهم في أرزاقهم وحياة رجالهم وشبابهم وفي أعراض نسائهم و بناتهم وعجائزهم في الطرقات وفي الغابات، حتى وصل بهم الأمر إلى تهديدهم في عقر دارهم بالسلاح الأبيض من سيوف وسواطير و سكاكين ورجم الساكنة بالحجارة والتربص بهم في الطرقات عبر العصابات الملثمة والمسلحة إضافة إلى وقف شرايين الحياة عن المدشر بقطع الماء وتحذير الساكنة من مغبة ما يمكن أن يقع لهم ولنسائهم إذا سولت لهم أنفسهم الذهاب إلى صناديق الإقتراع. فمن يمد ساكنة " دوار أحتاشن بالحياة والأمن، ويؤمن حقهم في المشاركة السياسية ويفك حصارهم ؟؟