أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة عن نتائج الدعم الاستثنائي المخصص لمجال الفنون برسم سنة 2020، من خلال دعم 459 مشروع فني من أصل 1096 طلب قدم لها من أجل دعم المشاريع الثقافية والفنية في مجالات المسرح والموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي والفنون التشكيلية. وجاءت نتائج الدعم الاستثنائي مخيبة لآمال وانتظارات الفنانين بمختلف ربوع المملكة خاصة بالجهات الجنوبية الثلاثة. واعتبر عدد من الفنانين المستفيدين من الدعم والمحرومون من الاستفادة منه بجهات العيون الساقية الحمراء وكلميم وادنون والداخلة وادي الذهب أنهم تعرضوا لحيف تمثل في إقصاء عدد من الموسيقيين والفرق المسرحية من الاستفادة من هذا الدعم الاستثنائي الذي كانوا يتطلعون ان يكون منصفا ولا يستثنيهم. وأوضح المتضررون ان فرق مسرحية مشهود لها بمسارها الفني الطويل وتشغيلها لعدد مهم من الفنانين أقصيت من الاستفادة من دعم هو بالأساس موجه لمساعدة الفنانين في هذه الظرفية الاستثنائية التي أغلقت فيها المسارح ودور العرض. وطالب المتضررون من وزير الثقافة والشباب والرياضة التدخل لتصحيح الوضع وفتح تحقيق حول النتائج المعلن عنها والظروف والملابسات التي أدت إلى إقصاء فرق رغم أن جميع العاملين معها من حاملي بطاقة فنان، والعروض المسرحية التي رشحت للدعم تتوفر فيها الشروط والمعايير المطلوبة في دفتر التحملات الذي نشرته الوزارة في شهر يونيو من السنة الجارية. وطالب المعنيون من وزير الثقافة الإفصاح عن أعضاء لجنة الدعم التي درست مشاريعهم، مشيرة إلى أن هذه اللجنة لا تضم عضوا مختصا في الثقافة الحسانية الشيء الذي يتسبب في إقصاء المشاريع التي غالبا ما تخصص لها مبالغ مالية أقل بكثير من تلك التي تستفيد منها فرق بمدن شمال ووسط المملكة. ومن جهتها عبرت الفرق المسرحية المستفيدة من الدعم عن تضامنها مع الفرق المسرحية المتضررة من هذا الإقصاء، واعتبرت ان المبالغ المخصصة للعديد من الفرق كانت ضعيفة ولا تتناسب مع قيمة ومستوى المشاريع التي قدمتها، وأن هذه المبالغ لن تمكنها من أداء أجور الفنانين وفق التعرفة المتعارف عليها وبالتالي ستحول دون تنفيذ التزاماتها. ومن جانبهم طالب الفنانون الموسيقيون بضرورة إعادة النظر في الدعم المخصص للفنانين والفرق الموسيقية بالأقاليم الجنوبية بعد إقصاء عدد من الفنانين والمجموعات الغنائية بحيث لم تستفد من الجهات الثلاث بالصحراء سوى أربعة مشاريع من أصل 146 مشروعا حظي بموافقة لجنة الدعم. ولم تتعد القيمة المالية المخصصة لها 270 ألف درهم من إجمالي الدعم المخصص للموسيقى والبالغ نحو 14 مليون درهم، أي أن هذه الفرق لم تتعد قيمة استفادتها نسبة أقل من 2%. ودعا الموسيقيون لضرورة إحقاق العدالة المجالية في توزيع الدعم والقطع مع الممارسات التي تقصي الفنانين المتواجدين بعيدا عن العاصمة والمدن الكبرى. واعتبر الفنانون الموسيقيون أن الدعم الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة والذي لا يعدو عن كونه محاولة لذر الرماد في العيون لم يعط للطرب الحساني المكانة والقيمة التي يستحقها باعتباره مكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية.