بادر فرع جمعية بيت المبدع بمدينة العرائش إلى تنظيم ندوة في موضوع واقع الصحافة بين الأمس واليوم ، وذلك بمقر مبنى ملحقة وزارة الثقافة بمدينة العرائش مساء السبت 14 يونيو 2014 ، حيث استضاف الإعلامي المتميز الأستاذ خالد مشبال ورفيقة دربه المهني والحياتي سيدة الميكروفون الأستاذة أمينة السوسي ، بحضور فعاليات ثقافية وإعلامية محلية ووطنية إلى جانب جمهور من المهتمين والمتتبعين الذين تابعوا في البداية كلمة جمعية بيت المبدع ألقتها رئيستها الأستاذة السيدة الزهرة الحميمدي التي تطرقت إلى ما بذله جيل الرواد من تضحيات أسست لثقافة مغرب ما بعد الاستقلال في حقول ومجالات مختلفة من بينها المجال الإعلامي الذي ساهم في بناء لبناته الأولى الإعلاميين : خالد مشبال ، وأمينة السوسي اللذان استطاعا غرس مرآة الجمال فينا ،ورسم صورة ساعدت على التخفيف من ثقل الحياة وإعادة الثقة فيها.. الأستاذ العربي المصباحي بصفته مديرا سابقا لملحقة وزارة الثقافة بالعرائش، ومندوبا حاليا لذات الوزارة بطنجة شكر فرع جمعية بيت المبدع بالعرائش على استضافة خالد وأمينة باعتبارهما مبدعين في مجالهما ساعدا على تقدم الإعلام ببلدنا مشيرا إلى أن اسم خالد سيظل خالدا في أذهاننا ووجداننا . الأستاذة فاطمة الروشدي أهدت للضيفين نسخا من منجزها : " أبواب التصوف" أما الأستاذة أمينة السوسي في مداخلتها المؤثرة عرضت لذلك الارتباط الوثيق الذي يربطها بالشمال عامة ، والعرائش تحديدا .....لتقدم بعد ذلك مسارا لتجربتها الإذاعية بإذاعة طنجة، وكيف عاصرت ثلاث أجيال ،لتخلص أن غصة إذاعة طنجة لا تفارقها بعدما كانت شاهدة على العصر ، وكيف كانت هذه الإذعة نافذة المغاربة على العالم في العهد الاستعماري ،ومترجمة لأمالهم بعد الاستقلال إلى أن تم إلحاقها بالإذاعة المركزية بالرباط ،كل ذلك ومحاولات طمس الهوية لهذه الإذاعة ، ونضالهما ( هي وخالد) في سبيل تحصينها ( من 1984 الى سنة 1995) . بغصة بالغة ناشدت الإعلامية الملك محمد السادس أن يعيد لهذه الاذاعة هويتها وإعادة الاعتبار لروادها الذين حق عليهم المطالبة بجبر الضرر .... الأستاذ خالد مشبال بعدما أشار لاعتزازه بحضور أسماء مؤثرة في المشهد الثقافي كالدكتور حسن الطريبق تطرق لتحولات ومراحل الصحافة المغربية التي عرفت مرحلة التأسيس في العهد الاستعماري حيث كان شمال البلاد أول من توفر على مطبعة ، وكيف ساهم القادة الوطنيون مثل عبد الخالق الطريس والمكي الناصري وغيرهم المساهمة في تأسيس الصحافة المغربية وكيف طبع التنوع والتعدد صحافة الشمال إلى حد ظهورصحف متخصصة في العلوم والفنون ....... ونصح الأستاذ خال مشبال المهتمين بالرجوع لكتاب محمد الحبيب الخراز توثيق الصحافة بشمال المغرب ليقفوا عند صحف ومجلات كمجلة السلام للأستاذ محمد داوود والتي كانت علامة متميزة تنافس مجلات مشرقية رائدة واكبت نشاط الحركة الوطنية. مرحلة الاستقلال أخذت نصيبها في تدخل الأستاذ خالد مشبال بظهورالصحف الحزبية كجريدة العلم والتحرير والطليعة وكلها تعرضت للقمع والاضطهاد لمطالبتها باعتماد الديمقراطية في تسيير الحكم بالمغرب ( سنة المؤامرة 1963 ) وسنوات الرصاص بعد ذلك ،،كما ذكر بصدور أحكام قاسية في حق مناضلين عديدين ... مصطفى القرشاوي، عمر بن جلون، مصطفى الصباغ، عبد الجبار السحيمي ،محمد العربي المساري، أسماء ساهمت في تأطير المشهد الإاعلامي المغربي والدفاع عنه إلى أن برز ما يعرف بالصحافة المستقلة التي نعتها خالد مشبال بالتملق للقارئ في سبيل رفع المبيعات وإثارة الفضول لديه، والاهتمام بحوادث النصب والاحتيال والاغتصاب . وأشار الأستاذ خالد مشبال إلى وجود أسماء لا علاقة لها إطلاقا بمهنة المتاعب واصفا إياها بطفيليات عملت جهات معينة على فبركتها ومدها بمعلومات وبيانات ...ولم يتردد بوصف هؤلاء بالزنابير التي احتلت مواقع متقدمة ، وأشار خالد إلى خجله الانتماء للجسم الاعلامي لكثرة المتطفلين. الأستاذ خالد مشبال تطرق للتضييق الإعلامي الذي مورس على رجال الفكر الخلص كالمرحوم الدكتور المهدي المنجرة المشهود له بمواقفه الثابتة ليختم مداخلته بالدعوة إلى جلسة دراسية يشارك فيها المهتمون متأسفا على عدم كتابة التاريخ الصحفي إلا ما نذر ، داعيا الى تشجيع ذلك .... لم تخل الجلسة من لمسات فنية عميقة عملت على ترجمتها شعرا الشاعرة المبدعة الزهرة بوعلي يصحبها عزف موسيقي حرك أوثار الغيثار . الجهة المنظمة قدمت هدايا رمزية لضيفي اللقاء قبل أن يتم توقيع كتاب : خالد مشبال ...الإعلامي الذي لم يفقد ظله ، من طرف مؤلفيه المبدعين : حسن بيريش وعبد الرزاق الصمدي .